رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

 

صحيح الدنيا دوارة، بعد أن كنا نخرج فى السبعينات والثمانينات نهتف فى الشوارع:" الفول دوخنا وداخ"، بسبب الغلاء وارتفاع سعر كيلو اللحم، اليوم لا نجد الفول، والكيلو يصل سعره 16 جنيها، ومصر تستورد 70% من احتياجاتها منه.

والله بعقد الهاء كنت لسنوات قريبة أظن أن الفول اختراع مصرى أصيل لا يوجد له مثيل فى العالم، وان البشرية عرفته من المصرين، وان زراعته فى مصر تعود إلى أكثر من 10 آلاف سنة، قبل حكم الأسرات، عندما كانت مصر بلدان وامارات صغيرة بحكمها فراعنة صغيرين.

الثابت تاريخيا أن المصريين منذ الفراعنة عاشوا على الفول، الرضيع يسقوه مياه فول، والكبار يتناولونه فى: الفطار، والغذاء، والعشاء، تارة: فول بالزيت، طعمية، أو فول نابت، بقوطة، أو بيصارة، أو حتى فول أخضر مع شوية مش. بعد كل هذا الغلب وحرقة القلب، والعمر اللى ضاع فى أكل الفول فى أشكاله، يتضح أن مصر تستورد معظم احتياجاتنا منه، ويقال إن المنزرع يكفى ثلث احتياجاتنا فقط، لماذا؟، ومن المسئول عن هذه الكارثة؟، وأين وزارة الزراعة؟، وما هو موقف الحكومة؟.

الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكد فى تقرير له تراجع المساحات المنزرعة خلال 12 عاما إلى ما يقرب الثلث، فى سنة 2005 كنا نزرع 221 ألف فدان، تنتج 412 ألف طن تكفى البصارة والزيت الحار والطعمية، فى سنة 2016 تراجعت المساحة إلى 88 ألف فدان، وبالتالى الإنتاج إلى الربع حوالى 142 ألف طن، لماذا؟، يقال بسبب: تفشى الأمراض (الهالك)، غياب الإرشاد الزراعى، انتشار الأسمدة مجهولة المصدر، وفتح باب الاستيراد خلال توريد المحصول.

فى العام الماضى، حسب تصريح لوزير الزراعة السابق، استوردنا فول بنحو 125 مليون دولار، لماذا؟، لأن الشعب المصرى يستهلك يوميا 2.5 مليون كيلو، ومصر تستورد احتياجاتها من استراليا وكندا وغيرها، وقيل إن سوء المناخ، والجفاف الذى ضرب أوروبا واستراليا أثر على الانتاجية وبالتالي الأسعار، وبالطبع امتد التأثير إلى السوق المصرى، سعر كيلو الفول وصل 16 جنيها، بعد ان كان يباع بـ 9 أو 10 جنيهات.

الفول يتم زراعته فى جميع أنواع الأراضي، القديمة، والجديدة، والرملية، عدا الأراضي المالحة، ويزرع حسب المناخ في شهري أكتوبر ونوفمبر، ويمكن زراعته محملا على قصب السكر، البنجر، القطن، والمحاصيل البستانية، ويقال: إن الفدان فى مصر مع الأصناف المعدلة ينتج حوالى 1.6 أطنان، والسوق يستهلك حوالى 500 ألف طن، تزرع فى 350 أف فدان، يعنى مصر، من الأخر، لكى تكتفى ذاتيا من محصولها التاريخى، مطالبة بان تضيف 260 ألف فدان إلى المساحة الحالية 88 ألف فدان، ما هي الصعوبة فى ذلك؟، هل وزارة الزراعة والحكومة تنتبه لهذا الملف أم أنها تعتزم القضاء على أقدم محصول مصرى فى تاريخ العالم؟.

 

[email protected]