رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

عرف المصريين الفول منذ أيام الفراعنة، ويعتبر الوجبة الرسمية واليومية للمصريين، ومن لا يأكلة طوال العام يتناولة في سحور رمضان، لا يخلو بيت منة، وأصبح الأكلة الشعبية في صوره المتعددة ( حراتي .. مدمس .. طعمية .. بصارة .. وصور أخرى )، أهتم الفلاح المصري بزراعتة وكان الأنتاج يكفى الأستهلاك، ويتم تصدير الفائض.

مصر كانت تحقق الأكتفاء الذاتي من محصول الفول الى عام 2003، من خلال زراعة أكثر من300 ألف فدان، واليوم وبالرغم من الزيادة السكانية أنخفضت تلك المساحة لما هو أقل من 80 ألف فدان، أنتاج تلك المساحة يكفي حوالي 20% من أستهلاكنا، والفجوة الكبيرة بين الأنتاج والأستهلاك يتم أستيرادها من الخارج، وبالتالي دعم الفلاح الأجنبي على حساب الفلاح المصري.

النتائج السابقة تشير الى وجود قصور في أداء جهات عديدة وراء نقص محصول هام يمثل أمن قومي .. على رأس تلك الجهات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وأيضاً مراكز البحوث الزراعية والجامعات، هذا القصور نتج عن فشل السياسات الزراعية ونقص الأسمدة وأختفاء التقاوى، وبالتالي عزوف المزارعين عن زراعة المحصول، مما ترتب علية سداد ما يقارب 150 مليون دولار لأستيراد المحصول، بالرغم من شح مواردنا من العملات الأجنبية وبالتالي أرهاق موازنة الدولة من ناحية، وأرتفاع الأسعار على المستهلك من ناحية أخرى.

 المواطن المصري غير متسبب في نقص الأنتاج، فالحكومات المتعاقبة جربت معظم الأنظمة الأقتصادية الرأسمالية والأشتراكية منها، وأيضاً طبقت معظم الأنظمة الزراعية وما كان من المزارع المصري سوى الأنصياع الكامل والألتزام بما يملى علية، وبالتالى أصابع الأتهام يجب أن توجة الى تلك الحكومات التى لم تقم بأعداد أستراتيجية مدروسة، يتبعها خطط تهدف الى الأكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية مثل الفول والقمح، فمصر أصبحت اكبر مستورد للقمح في العالم.

مصر تستطيع .. لعلنا نلحظ أننا بالهمة والنشاط وفى أقل من 4 سنوات أستطعنا أن نحقق نقلة نوعية في رفع كفاءة الكهرباء والطرق والمواني، والبنية التحتية فإذا أضفنا الى ذلك مشروع الصوب الزراعية الذى تم أفتتاحه قبل أيام والذي يستهدف إنشاء مجتمعات زراعية وتنموية متكاملة، واتاحة مزيد من فرص العمل الجديدة، وتحقيق مزيداً من أنتاج الحاصلات الزراعية لتاكد لنا أننا نستطيع .. حقأ أن تلك الصوب لن تستخدم في زراعة الحاصلات الزراعية الأساسية مثل القمح والأرز والفول، الا أنها خطوة على الطريق لمزيد من الأنتاج.

ويبقى الأمل: في الاهتمام بالعلم والتعليم والبحث العلمي، وأعداد أستراتيجية وتطبيق سياسات زراعية متطورة تحقق لمصر الأكتفاء الذاتي من السلع الأستراتيجية، ولن يكون ذلك الا بمزيد من الوعي واستنباط أصناف جديدة من المحاصيل تعطي إنتاجية عالية وتكون مقاومة للأمراض .. ساعتها فقط سيتم تشجيع المزارعين على زراعة محصول الفول والحد من استيراده من الخارج.

 

 

 [email protected]