رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

ما زال الحديثُ مستمراً حول الفيلسوف العظيم «ابن الهيثم» الذى كانت معظم إسهاماته التشريحية وصفاً تشريحياً لوظيفة العين كنظام بصرى. وفّرت له تجاربه بالكاميرا المظلمة المناخ المناسب له لتطوير نظريته فى إسقاط النقطة المقابلة من الضوء من سطح جسم لتكوين الصورة على الشاشة. أحدثت مقارنته بين العين والكاميرا المظلمة توليفته بين علم التشريح وعلم البصريات، والتى شكلت أساس علم نفس البصريات، كما كان تصوره لمرور الضوء خلال الثقب فى تجاربه بالكاميرا ذات الثقب، مشبّهاً انعكاس الصورة الناتج، بما يحدث فى العين التى تمثّل فيها الحدقة ثقب الكاميرا. فيما يتعلق بعملية تكوين الصور، فقد أخطأ بموافقته لفكرة ابن سينا بأن عدسة العين هى العضو المسئول عن الرؤية، لكن الصحيح أن شبكية العين تشارك فى عملية الرؤية.

وذكرت عالمة الأعصاب «روزانا غوريني»، أنه «وفقاً لمعظم المؤرخين، فإن ابن الهيثم رائد المنهج العلمى   الحديث». فقد وضع ابن الهيثم طرقاً تجريبية صارمة لمراقبة التجارب العلمية للتحقق من الفرضيات النظرية واستقراء النتائج. بينما رأى بعض المؤرخين العلميين فى تجاربه على فرضيات بطليموس وتفسيرها ميلاً نحو التجديد، مما جعله لا يحظى بالاهتمام الكافى من المؤرخين.

وهناك مفهوم ارتبط بأبحاث ابن الهيثم البصرية، اعتمد على النظامية والمنهجية فى التجريب واستخدام المنهج العلمى فى تحقيقاته العلمية. إضافة إلى ذلك، استندت تجاربه إلى الجمع بين الفيزياء الكلاسيكية والرياضيات (الهندسة على وجه الخصوص) واستخدام منهج الاستنتاج الاستنباطى فى مجال البحث العلمي. أكّد هذا النهج الرياضى الفيزيائى فى تجاربه معظم افتراضاته فى كتابه المناظر، وأيّد نظرياته حول الرؤية والضوء والألوان، فضلاً عن أبحاثه فى علم المرايا ودراسته لانكسار الضوء، وهو ما استفاد منه كمال الدين الفارسى وطوّره فى   كتابه «تنقيح المناظر».

ومفهوم شفرة أوكام ورد أيضا فى كتاب المناظر. فعلى سبيل المثال، بعد أن شرح كيف أن الضوء ينشأ من كائنات مضيئة، وينبعث أو ينعكس نحو العين، وقال إن «نظرية الانبعاثات التقليدية لا لزوم لها وغير مجدية».

ضم المجلد الخامس من كتابه المناظر مناقشة ما هو يعرف الآن «بمسألة ابن الهيثم»، التى صاغها بطليموس للمرة الأولى، وهى تتألف من رسم خطّين من نقطتين على سطح دائرة ليجتمعا فى نقطة على محيط الدائرة، ويصنعا زاويتين متساويتين مع المستوى العمودى على السطح عند تلك النقطة، وهو ما يشبه العثور على نقطة على حافة طاولة بلياردو دائرية التى تستهدفها الكرة الضاربة لضرب كرة أخرى فى نقطة أخرى. وبالتالى، فإن التطبيق الرئيسى لهذه المسألة فى علم البصريات هو «إذا كان لدينا مصدر ضوء ومرآة كروية، هو كيف نحدد النقطة على المرآة التى ينعكس عليها الضوء لعين الناظر»، وهو ما قاده إلى معادلة من الدرجة الرابعة. قاد ذلك مصادفةً ابن الهيثم لصياغة صيغة رياضية لجمع متوالية من القوة الرابعة، باستخدام طريقة بدائية من البرهان الرياضى بالاستقراء الرياضى، فاستنتج فى النهاية طريقة يمكن استخدامها بسهولة للحصول على مجموع أى   متواليات من قوى أكبر.

واستخدم ابن الهيثم طريقته فى إيجاد مجموع متواليات القوى، لتحديد حجم سطح مكافئ من خلال التكامل. وبالتالى، تمكن من إجراء التكامل على كثيرات الحدود حتى الدرجة الرابعة، واقترب من التوصل إلى صيغة عامة للتكامل أى من كثيرات الحدود. كان ذلك أساساً لتطوير علم تفاضل وتكامل متناهيات الصغر. كما حل ابن الهيثم مسألته باستخدام الأقطاع المخروطية والإثباتات الهندسية، وعلى الرغم من أن العديد من بعده حاولوا إيجاد حلول جبرية لتلك المسائل، إلا أنه لم يتم الوصول إلى الحل إلا فى عام 1997 على يدى عالم الرياضيات فى جامعة أكسفورد بيتر نيومان.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد