عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الروتين والبيروقراطية المصرية أصبحا أمراً لا يطاق.. وتحولا إلى نوع من أنواع العقاب للناس حتى المرضى فعندما لا تجد دواء فى مصر، ثم ترسل فى طلبه من الخارج بواسطة مركز طبى محترم.. ويأتى الدواء إلى مصر بكل سهولة ويسر حتى مطار القاهرة.. هنا تبدأ رحلة المعاناة داخل المطار وأبطال الرحلة وزارتا المالية والصحة.

تجربة شخصية مررت بها يوم الثلاثاء الماضى عندما ذهبت لإحضار حقن حيوية لطفلة مريضة بالتوحد.. وقام المركز الذى يعالجها بطلبها من الخارج بعد أن سددنا الأموال بالدولار وعبر شركة بريد من المفترض أنها عالمية.

وبعد 15 يوماً جاء الدواء وقالوا لنا يجب أن تتسلمه من مركز الشركة فى مطار القاهرة الدولى ولأن الطفلة وهى بمثابة حفيدتى وتعيش مع أسرتها فى الصعيد تطوعت للذهاب لاستلام الحقن ووصلت إلى المطار وفق التعليمات الساعة التاسعة صباحاً وكنت أعتقد أن عملية تسليم الحقن لن تأخذ أكثر من نصف ساعة

فقد قامت شركة البريد بعمل ملف لى استغرق ساعة ثم قيل لى اذهب إلى هيئة الصادرات والواردات التى تبعد عن مقر الشركة حوالى كيلومتر واذهب إلى شباك 106 وهناك سيوقع لك الموظف، وبعد أن ذهبت إلى الشباك والحمد لله لم أجده مزدحماً ووقع الموظف وقال لى اذهب إلى الدكتورة الصيدلية فى صالة 3 فى المطار الجديد والمسافة بين مبنى الهيئة والمطار الجديد حدث ولا حرج، المهم وجدت سيارة 8 راكب استقللتها للمطار الجديد.

وهناك بدأت رحلة البحث عن الدكتورة الصيدلية لا أحد يعرف مكانها لمدة نصف ساعة تقريباً، وفى النهاية اكتشفت أن الجالسات على كونتر تأجير سيارات «الليموزين» هما الصيدليات المختصات وسألتهم لماذا لا يوجد لكم مكان وما الحكمة من وجودكن هنا وليس فى قرية البضائع تسهيلاً للمواطنين؟.. قالت لى إحداهن اسأل المسئولين؟.. وبعد التوقيع وسداد مبلغ 35 جنيهاً دعماً لاتحاد المهن الطبية الذى من المفترض أن يدافع عن حق أعضائه فى مكان لائق بهما وليست تحت يافطة الليموزين!

ثم عدت مرة أخرى للموظف فى هيئة الصادرات والواردات وطلب منى أن أذهب إلى الخزينة لأسدد رسم قيمته 5 جنيهات، وذهبت إلى الخزينة المزدحمة، فشاهدنى موظف أمسك بخمسة جنيهات، فقال لى ماذا تريد «يا حاج» فقلت له أريد سداد 5 جنيهات فأعطانى رقم وذهبت وسددت الخمسة جنيهات وعدت إلى الشباك 106 مرة ثالثة وسلمت الإيصال واستلمت الملف وعدت إلى الشركة مرة ثانية وسلمت لهم الملف وبعد ساعتين تقريباً سددت 222 جنيهاً جمرك على الدواء تم تسليمى الحقن، هذه الرحلة استغرقت 6 ساعات تقريباً.

فوزير المالية المسئول عن الجمارك والصادرات والواردات ووزيرة الصحة والمسئولين عن قرية البضائع يعلمون أن كل مريض يستورد أدوية من الخارج يمر بهذه المعاناة وهم الفقراء من أبناء هذا البلد.

وهل تعلم وزيرة الصحة أن علاج التوحد يتم استيراده من الخارج ولم تقم بدورها هى فى استيراده وتوفيره لأسر هؤلاء الأطفال خاصة أغلبهم من محدودى الدخل وترفع عنهم المعاناة خاصة أن الدولة ترفع شعار حماية الطفولة وهل يعلم نقيب الصيادلة ونقيب الأطباء الذى هو رئيس اتحاد المهن الطبية الوضع الذى فيه 3 من الصيدليات فى مطار القاهرة.

وهل تقوم إدارة قرية البضائع بوضع الثلاث هيئات فى مكان قريب من بعضه على أقل تقدير لأنهم يعلمون المسافة من قرية البضائع إلى المطار الجديد أو صالة 3 ولا يوجد مواصلات داخلية بينهم لمن يذهب إلى هناك بدون سيارة وهم الأغلبية من المرضى.

أتمنى أن أجد إجابة عند المسئولين الثلاثة وأتمنى ألا يجد المريض المصرى معاناة فى الحصول على الدواء بطريقة سهلة وميسرة، ففى كل بلاد العالم التى تمر بنفس ظروفنا يصل الدواء المستورد إلى المنزل بدون أى معاناة وإجراءات روتينية.