رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

مازلنا فى رحاب الفيلسوف العظيم «ابن رشد»، وقد كتب جورج سارتون أبو تاريخ العلوم ما يلي: ««ترجع عظمة ابن رشد إلى الضجة الهائلة التى أحدثها فى عقول الرجال لعدة قرون. وقد يصل تاريخ الرشدية إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادى، وهى فترة من أربعة قرون تستحق أن يطلق عليها العصور الوسطى، حيث إنها كانت تعد بمثابة مرحلة انتقالية حقيقية بين الأساليب القديمة والحديثة». وقد عكف ابن رشد على شرح أعمال أرسطو ثلاثة عقود تقريبًا، وكتب تعليقات على جل فلسفاته ما عدا كتاب السياسة، حيث لم يكن متاحًا لديه. وقد كانت أعمال ابن رشد الفلسفية أقل تأثيرًا على العالم الإسلامى فى العصور الوسطى منها على العالم المسيحى اللاتينى وقتها، كما يدل على ذلك حقيقة أن الأصل العربى لكثير من أعماله لم يعش، بينما ظلت الترجمات اللاتينية والعبرية موجودة. ومع ذلك فإن أعماله وعلى وجه التحديد موضوعات الفقه الإسلامى والتى لم تترجم إلى اللاتينية أثرت بالطبع فى العالم الإسلامى بدلًا من الغرب. وقد تزامنت وفاته مع وجود تغيير فى ثقافة الأندلس. والترجمات العبرية لأعماله كان لها تأثير لا ينسى على الفلسفة اليهودية، خاصةً الفيلسوف اليهودى جرسونيدس الذى كتب شروحًا فرعية على العديد من أعمال ابن رشد. وفى العالم المسيحى استوعبت فلسفته سيجار البرابانتى، وتوما الأكوينى وغيرهما (وخصوصًا فى جامعة باريس) من المجالس المسيحية التى قدرت المنطق الأرسطى. وقد اعتقد بعض الفلاسفة مثل توما الأكوينى أن ابن رشد بلغ مكانة من الأهمية لدرجة أنهم لم يكن يشيرون إليه باسمه بل يدعونه ببساطة «المعلق» أو «الشارح»، وكان يطلقون على أرسطو «الفيلسوف».

أما عن علاقته بأفلاطون فقد لعبت رسالة ابن رشد وشرحه لكتاب أفلاطون «الجمهورية» دورًا رئيسيًا فى نقل وتبنى التراث الأفلاطونى فى الغرب، وكان المصدر الرئيسى للفلسفة السياسية فى العصور الوسطى.

من ناحية أخرى كان العديد من اللاهوتيين المسيحيين يخشون فلسفته حتى أنهم اتهموه بالدعوة إلى «الحقيقة المزدوجة» ورفضه المذاهب التقليدية التى تؤمن بالخلود الفردى، وبدأت تنشأ أقاويل وأساطير واصفة إياه بالكفر والإلحاد فى نهاية المطاف، واستندت هذه الاتهامات إلى حد كبير على التأويل الخاطئ لأعماله.

لكن ابن رشد لم يسلم من الألسنة؛ فقد ذَمُّوه، وطعنوا عليه أقبح طعن؛ فقد قال عنه بترارك: «إنه ذلك الكلب الذى هاجه غيظ ممقوت؛ فأخذ ينبح على سيده ومولاه. وأما دانتى فقد جعله فى هدوء ووقار يتبوَّأ مقعده فى الجحيم جزاء له على كفره واعتزاله.

وتمت تسمية كويكب باسم «ابن رشد» تيمنًا باسم الفيلسوف العربى، وكانعكاس للاحترام الذى كان يكنه العلماء الأوروبيون لابن رشد فى العصور الوسطى، فقد ورد اسمه فى الكوميديا الإلهية لدانتى فى قسم الجحيم، مع الفلاسفة العظماء الذين ماتوا قبل المسيحية أو الذين لم يعمدوا بحسب وصف دانتى.

واستلهامًا لهذا البيت من الأنشودة فقد جسدها المصور الإيطالى رافاييل فى لوحته «مدرسة أثينا» ومصورًا بها ابن رشد وهو يرتدى العمامة العربية وينظر منتبهًا من خلف العالم الرياضى اليونانى فيثاغورث.

كما ظهر ابن رشد فى القصة القصيرة التى كتبها خورخى لويس بورخيس بعنوان «بحث ابن رشد»، والذى يبدو فيها ابن رشد يحاول العثور على معانى كلمات «التراجيديا» و«الكوميديا».

.. وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد