عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلام

فى صالون الثلاثاء الذى يقيمه اسبوعيًا المهندس أحمد عبيد، كان الحديث أول أمس عن الموقف الذى تعَّرض له مُحَاِفظ القاهرة، اللواء خالد عبد العال عندما سأله الرئيس عددًا من الأسئلة لم يُجِب عنها. النقاش أفرز تباينًا فى الآرء. وبدا لى انَّ معظم الحاضرين وفيهم اعلاميون ورجال أعمال وعسكريون مُتقاعدون، قد تأثروا بالاعلام وذبحوا الرجل لعجزه عن الرد على أسئلة الرئيس له، التى رأوها احراجًا للمحافظ.. والاعلام المصرى قد ذبح الرجل مِنْ قبل، وحطَّ عليه بالنقد اللاذع، وكال له كل عبارات اللوم.. وعندما تحدَثتُ أوضحت ما أغفله الاعلام فى حوار الرئيس والمُحَافِظ، فلم يُركِّز الاعلام على كلام الرئيس كله، بل استقطع منه ما أراد للتسخين والهجوم على المُحافِظ. فقد قال الرئيس سِت جُمل تنفى تمامً أنه يُريد احراج المحافظ أو غيره، ومعروف عن الرئيس أنه يتعامل باحترام شديد مع الجميع، ويصف كل من يعملون فى مواقع المسئولية بأنَّهم زملاؤه، والجُمَل السِت التى قالها للمُحافظ، كما وردت على لسان الرئيس تقول: «السؤال مش الهدف منه أى حاجة والله.. أنا ما أقصدشى بكدا حاجة.. أرجو إن دا مايحرجكشى ولا يحرج أى أحد.. أنا آسف إن المثال دا جه  فيك.. أنا ما أقصدكشى انت والله خالص.. أنا أقصد كل زمايلنا اللى بيتكلموا مع الناس».. ومن ينظر فى كلام الرئيس ويُعيد سماعه يُدرك أنَّ الموقف كله لم يكن فيه تَعَمَد احراج أو إهانة، فلربما كانت مُناسبة لم يُفَوِتها الرئيس ليُرسل برسائل للمجتمع، أو يوجه المسئولين عمومًا إلى ضرورة أنْ يكون لديهم إلمامًا ببعض المعلومات عن أعمالهم.

قٌلت وأُكرِر أنَّ الاعلام هو من أحرج المحافظ وذبحه، ونسى أنَّ له تاريخًا من العمل الجاد، أهَّله فى البداية لأنْ يتقلد هذا المنصب. وأثار الاعلام مشاعر المواطنين وخلق لديهم حالات متناقضة ومُتضارِبة ما بين التعاطف مع الرجل والهجوم عليه، وتعمد الاعلام اغفال عبارات هامة قالها الرئيس تنفى أى احراج مُتعمد أو إهانة للمحافظ.. وركَّز الاعلام على ظاهر الموقف، من خلال الفَهم المتواضع لبعض الاعلاميين له، ولم يُركِّز على الرسائل الواضحة التى أرسلها الرئيس من خلال الحوار، وإنْ كان مِن طرف واحد. ولعل ذلك ما جعلنى أتساءل فى «صالون الثلاثاء» هل مطلوب من المسئول أنْ يكون لَبِقًا، مُتحدثًا، فصيحًا، لاثبات نجاحه فى عمله؟ أم مطلوب منه النجاح وترك أعماله تتحدث عنه؟

اسئلتي خلقت حالة من الخلاف فى الرأى لم يُفسد الود بيننا، فمِنَ الحاضرين مَنْ طالب بعزل المُحَافِظ، ومِنَّا مَنْ تلمس له العذر وتعاطف معه، ومِنَّا مِنْ طالب بتأهيل المحافظين والوزراء قبل توليهم مهام مناصبهم.. وكُلنا اتفقنا على أهمية تغيير آلية وطريقة ومعايير اختيار المسئولين، وكان نِقَاشُنا للموضوع تمامًا كالنقاشات التى انشغل بها المصريون خلال الأيام الماضية، الخلاف فيها كان هو الأغلب الأعم.

[email protected]