رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

لا شك أن تجارب الديمقراطيات الراسخة، تؤكد أن الأحزاب هي أهم أدوات التعددية والتنمية السياسية وقاطرة عملية التحول الديمقراطي وترسيخها داخل أي مجتمع يهدف إلي النهوض والتنمية الشاملة.. والواقع أن عملية الجمود السياسي التي عرفته مصر لأكثر من ستة عقود كانت بسبب إلغاء الأحزاب السياسية بعد ثورة 52، وعند عودة الأحزاب عام 78، كانت العودة شكلية بفعل فاعل بعد أن حوصرت كوادرها داخل مقارها.. وكان الانتماء الحزبي يشكل عائقاً لصاحبه في الترقي وتقلد المناصب الوظيفية داخل الوزارات والهيئات والجامعات وغيرها من مؤسسات الدولة رغم كفاءتهم، الأمر الذي دفع كثيرين إلى الانصراف عن الأحزاب أو اللجوء إلي الحزب الحاكم.

وجاءت التجربة المصرية كاشفة في أعقاب ثورة 25 يناير عندما انهار الحزب الحاكم وسلطته في أيام قليلة وبتنا أمام فراغ سياسي شديد، كان من الطبيعي أن تشغله جماعة دينية فاشية ليس فقط لقوتها، وإنما لغياب أحزاب قوية بالفعل تعبر عن الطموحات الشعبية المشروعة وتبني آلام وآمال الناس، ومع أن التجربة كانت قصيرة إلا انها جاءت كاشفة لواقع سياسي مرير غاب فيه الدور الفاعل للأحزاب في كل الاستحقاقات السياسية التي سيطرت عليها الجماعة الإرهابية، وكان الفاعل الحقيقي في مواجهاتها هو الاعلام المصري.

من هنا وجب علي الجميع حتمية إجراء مراجعات جادة لمعالجة تراجع الأحزاب عن موقعها الصحيح كمركز قوة هامة لبناء سياسي جديد يساهم في عملية التحول الديمقراطي.. وأيضاً أحد مراكز القوة التي تحمي الدولة الوطنية داخلياً ضد التيارات الفكرية المتطرفة عرقياً ودينياً، وخارجياً في مواجهة كل المؤامرات التي تحاك تحت مزاعم حقوق الانسان وغياب الديمقراطية.

وحتي تنهض الأحزاب بوظيفتها علينا أن نصارح أنفسنا بغياب الوعي بأهمية الأحزاب سواء علي المستوي الشعبي أو في الدوائر الرسمية.. ولعل التجربة الآنية التي تحدث في حزب الوفد أعرق الأحزاب المصرية والعالمية، والذي يعيد بناء ذاته داخلياً منذ أن تولي رئاسته المستشار بهاء الدين أبو شقة أحد شيوخ الوفد ورجل القانون البارع وما يواجهه من عملية تعطيل وإعاقة في إعادة بناء الحزب سياسياً ومالياً وإدارياً وجذب كوادر جديدة للحزب علي قدر كبير من الثقافة والفكر والعلم استعداداً لمئوية الوفد وإعادته مرة أخري للشارع المصري والتصاقه بالناس في كل مكان كسابق عهده.. هذه الحملة الممنهجة من أسماء ووجوه مازالت تحمل قيم ومغالطات العهد البائد، وتجد من وسائل إعلام ما يروج لها مزاعمها ومغالطاتها حول الوفد وانتخاباته التي شهد لها الجميع وحتي قبل إعلان نتائجها بدقائق بالنزاهة والحيدة والشفافية، والأغرب اننا لم نسمع صوتاً واحداً يطعن أو يرفض ويشكك منذ الاعلان عن اجراء الانتخابات، وإقرار الجميع، وبلا استثناء بعملية الانتخابات.. وتقدم لها كل من أراد المشاركة دون ترغيب أو ترهيب وجرت عملية الدعاية بحرية تامة وحصل جميع المرشحين علي أسماء الجمعية العمومية وجري التصويت في وجود ديمقراطي رائع، وتحققت مطالب المرشحين في اجراء عملية الفرز بالكامل بحضور وتحت أعين المرشحين ومندوبيهم وكذا عملية تجميع الأصوات تمت ومسجلة بالصوت والصورة، ولم يحدث أي اعتراض أو طعن في أي مرحلة من المراحل وهذا في حد ذاته إقرار بشفافية ونزاهة العملية الانتخابية.. وفوق هذا وذلك القاعدة القانونية رسخت انه متي اجتمعت الجمعية العمومية واكتمل نصابها يصبح قرارها نافذاً وتصحح وتطهر ما قبلها علي فرض إذا كان هناك أي خطأ اجرائي قبلها.. فكلنا يعلم انه من الطبيعي أن يفوز خمسون فقط وبجانب التوفيق باقي المرشحين الذين بلغوا 116 مرشحاً معظمهم جدير بعضوية الهيئة العليا ومنهم قامات وفدية وسياسية كبيرة وشغلت أعلي المناصب في الحزب لسنوات طويلة، ومع هذا لم تطعن في نزاهة الانتخابات ولم تستخدم وسائل اعلام مازالت تعمل بنفس النمط القديم إما من خلال التعليمات أو تأجيجاً لصراعات وهمية لا وجود لها.

باختصار.. علي بعض وسائل الاعلام أن تتخلص من أوجه وملامح بالية لم تعد تصلح لهذه المرحلة وأثبتت فشلها، إذا أردنا بناء حياة سياسية حقيقية لحماية هذا المجتمع ونهضته.