رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

أن تمتلك قوة ناعمة يعنى أن تجعل الآخرين يعجبون بك ويتطلعون إلى ما تقوم به، فيتخذون موقفاً إيجابياً من قيمك وأفكارك وتتفق رغبتهم مع رغبتك وبالتالى يصبحون من أدواتك السياسية والعقائدية.. والوفد يمتلك قوة ناعمة لا يمتلكها حزب آخر فى مصر وفى منطقة الشرق الأوسط لأنه العلامة السياسية للحركة الوطنية المصرية التى أحدثت تغييراً جذرياً فى مصر والمنطقة العربية.. والوفد حامل لواء الليبرالية فى مصر - أى الحرية والمساواة بهدف تحقيق العدالة - منذ عام 1924، عندما شكل الزعيم سعد زغلول حكومة الشعب كنتاج طبيعى لثورة 19 واستقلال مصر عام 1922.

وغداً تلتقى الأسرة الوفدية ببيت الأمة فى عُرس ديمقراطى جديد لضرب المثل والقدوة للجميع فى الداخل والخارج عندما تختار بكل حب وشفافية خمسين شخصية من بين أعضائها ليشكلوا عقل وبرلمان الوفد الحر المسمى بالهيئة العليا فى مشهد ينفرد به الوفد عن كل الأحزاب والقوى السياسية، كأحد ثوابت الوفد التاريخية فى اتباع النهج الديمقراطى داخل مؤسساته باعتباره هدفاً يسعى لتحقيقه للأمة كلها.

وربما لا يعلم البعض أن الحفاظ على ثوابت الوفد هو سر بقائه لمدة قرن من الزمان رغم كل المؤامرات والمحاولات التى حيكت ضده على مدار سنوات طويلة، إلا أنه استمر فى ضمير ووجدان الشعب المصرى لأنه كان لا ينحاز إلا إلى قضايا وهموم الشعب.

لذلك عندما أعاد المرحوم فؤاد سراج الدين الوفد عام 1978، كانت المفاجأة مذهلة، لأن البعض اعتقد أن تغييب الوفد لأكثر من 25 عاماً قد أنهى الوفد، ولم يتوقع هذا الالتفاف الشعبى حول الوفد إلى حد انضمام أكثر من مليون شخص لعضويته فى أسابيع قليلة، مع أول مؤتمر لسراج الدين بالإسكندرية حدث الصدام مع النظام السياسى وأعلن الوفد فى اجتماع هيئته العليا فى 2 يونيو 1978 تجميد نشاط الحزب إلى أن عاد فى 1984.

والآن وبعد أن تغيرت مصر بسرعة وبعمق منذ ثورة يناير وما تلاها من أحداث سريعة كان أبرزها قفز جماعة دينية على السلطة لاختطاف الوطن، وممارسة شتى أشكال الإرهاب على الشعب سواء بميليشياتها أو قبضها على السلطة، ولولا وجود جيش وطنى ينحاز فى المواقف الصعبة إلى شعبه ووطنه لحدثت مجازر لهذا الشعب وما نجحت ثورة 30 يونية التى شارك فيها عامة الشعب لإزاحة هذا الكابوس.. وهذه الأحداث قد كشفت بما لا يدع مجالاً للشك أن البناء الحزبى الذى عرفته مصر فى العقود الأخيرة قد عجز لأسباب كثيرة عن مواكبة هذه التغييرات وفشلت النخبة السياسية ومعظم الأحزاب فى تقديم رؤية واضحة لبناء سياسى جديد يحقق طموحات الشعب المصرى فى التحول الديمقراطى لبناء دولة عصرية حديثة.

لقد أصبح على الوفد مسئولية مضاعفة لملء الفراغ السياسى الذى حدث فى البلاد باعتباره أقدم مدرسة سياسية فى مصر وحامل لواء الحركة الوطنية، وقد حان الوقت لحشد جهود أبناء الوفد جميعاً بلا فرقة أو تمييز للخروج من المأزق وتأسيس بناء سياسى جديد، وهو ما يستدعى وجود هيئة عليا بحجم الوفد من أصحاب الفكر والرأى والخبرة تعمل على إعادة بناء الوفد بدءاً من قواعده فى كل القرى والشياخات والمدن والمراكز وانتهاء بكل مؤسساته ولجانه المتخصصة وأذرعته الإعلامية وخطابه السياسى واستقلاله المالى.. وكلها خطوات وإجراءات تستدعى الوحدة بين جميع الوفديين وتغليب مصلحة الوفد فوق المصالح الذاتية الضيقة، خاصة أن الوفد مقبل على الاحتفال بمئويته بعد ثلاثة أيام وتحديداً ابتداء من 13 نوفمبر الحالى يوم عيد الجهاد الوطنى حتى 9 مارس القادم مئوية الثورة الكبرى ثورة 1919، وكلنا يعلم أننا مقبلون على استحقاقات سياسية متتالية بدءاً بانتخابات المحليات ثم الانتخابات البرلمانية وجميعها تستدعى قيام الوفد بمهامه التاريخية لإعادة البناء السياسى فى مصر.