رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بدأ صوت العرب البث لمة ساعتين يومياً، وكان عدد العاملين به ثلاثة، صالح جودت «رئيساً» وأحمد سعيد «مذيعاً» ونادية توفيق «مذيعة».

تصور الشاعر صالح جودت، الذى تولى مسئولية الإدارة، أن يقوم صوت العرب بنفس المهام التى كانت تؤديها المجلات الثقافية وفى مقدمتها مجلة «الرسالة» فركز على تقديم المواد الثقافية بشكل عام والشعر بشكل خاص.. وكانت النتيجة مخيبة لآمال وطموحات القيادة السياسية.

تم استبعاد الشاعر صالح جودت وتولى أحمد سعيد الإدارة وتقلص عدد العاملين ليصبح اثنين فقط هما أحمد سعيد «مديراً» ونادية توفيق المسئولة عن المادة الغنائية ومهمتها تجميع أعمال غنائية من مختلف البلاد العربية لتقدمها فى برنامج «ما يطلبه العرب».

أما أحمد سعيد فقد وضع يده على المفاتيح التى تحقق الأهداف المرجوة من إطلاق «صوت العرب» ولخصها ببساطة على هذا النحو:

1 - تعانى الشعوب العربية جميعها من حصار إعلامى كامل يمنع الأخبار المهمة الداخلية والخارجية من الوصول إلى الجماهير.. فإذا قام صوت العرب ببث هذه الأخبار، فسوق تقبل الجماهير فى البلاد العربية على متابعة هذه الإذاعة.

ملاحظة: فى تلك الفترة كانت السلطات الحاكمة فى أى بلد قادر على فرض حصار محكم يحرك الجماهير من معرفة الأخبار التى تتصور تلك السلطات أنها ستؤثر على الجماهير وبالتالى تدفع هذه الجماهير لاتخاذ مواقف مضادة لتلك السلطة سواء كانت سلطة حكم وطنى أو سلطة احتلال.

2 - صياغة الخطاب الإعلامى بنبرة تعتمد على الإثارة والتحريض.. وهى نبرة تختلف اختلافاً جذرياً مع لغة الخطاب المستخدمة فى وسائل الإعلام الرسمية وبدأ أحمد سعيد ترجمة هذه الأفكار من خلال البرنامج الرئيسى والوحيد آنذاك وهو «كفاح العرب» ويبدأ بالأخبار المحجوبة عن الجماهير فى بلد عربى يتبعها بتعليق سياسى.

ونجح صوت العرب نجاحاً باهراً، والعاملون به لا يتجاوزون مذيعاً «أحمد سعيد»، ومذيعة «نادية إبراهيم» وانضم إليهما بعد بضعة شهور مذيع جديد «السيد الغضبان».

الدوىّ الهائل الذى أحدثه صوت العرب فى الوطن العربى كله دفع صحفاً أوروبية لإرسال عدد من محرريها لإعداد موضوع عن «صوت العرب» وسر نجاحه والعاملين به.

محرر إحدى الصحف الفرنسية حضر إلى مقر صوت العرب، وهذا المقر عبارة عن غرفة لا تتجاوز 3*3 متر وبها ثلاثة مكاتب متواضعة يجلس فى صدر الغرفة المدير أحمد سعيد وأمامه مكتبان شديدا التواضع يجلس عليهما نادية توفيق والسيد الغضبان.

بدأ المحرر يلقى بأسئلته وعندما انتهى سأل أحمد سعيد: «وأين باقى العاملين؟» فى صوت العرب.. أشار أحمد سعيد إلى نادية والغضبان قائلاً: هؤلاء هم جميع العاملين، ابتسم المحرر وانصرف ونشر تحقيقه، مؤكداً أن أحمد سعيد رفض أن يطلعه على جيش العاملين فى صوت العرب وأنهم أى هؤلاء العاملين يعملون فى أماكن سرية للغاية رفض أحمد سعيد الكشف عنها.

هذه القصة مناسبتها الحديث هذه الأيام عن أزمة الإعلام المصرى، هذه الأحاديث التى تركز على أن «الموارد المالية» هى سبب الأزمة، نموذج صوت العرب يؤكد أن الأزمة فى تحديد الهدف، وإدراك المطالب الحقيقية للشعوب التى تتركز فى متابعة «الأخبار» المحلى والعالمية بتدفق حر، خاصة أن التطور التكنولوجى للبث الفضائى جعل منع الشعوب من معرفة الأخبار أمراً مستحيلاً، فبلمسة زر لتليفزيون أو حتى هاتف محمول تتدفق كل المعلومات والأخبار.. هل نستوعب الدرس؟!