رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

أعشق الحكمة وأبحث عنها فى كل سطر أطالعه، فالحكمة ما هى إلا عصارة تجارب بشر تركوها لنا خلفهم حتى تضيء لنا الطريق، ومن أجمل الحكم تلك التى تفسر وتوضح وتشرح لنا سلوك البشر، فدائماً نقول الطبع يغلب التطبع واحذر فإن الطبع غلاب وقديماً قرأنا قصة العقرب والضفدع والتى تروى لنا أن الضفدع حمل العقرب على ظهره وعبر به النهر بعد أن وعده العقرب بألا يلسعه حتى لا يغرق الاثنان، وفى منتصف النهر فوجئ الضفدع بالعقرب يلسعه وبالفعل غرقا معاً.

واليوم أقدم لكم قصة قرأتها ولكن هذه المرة مع ثعبان وأيضاً هى تقول احذر ولا تأمن لخائن أبدا،ً فالطبع غلاب فماذا حدث؟! تقول القصة بأن امرأة عثرت على ثعبان صغير جائع بردان فقررت أن تنقذه مما يعانيه فأخذته إلى بيتها وآوته وبدأت تطعمه حتى كبر الثعبان وأخذ يعتاد عليها!، حيث كان يتبعها فى كل مكان تذهب إليه داخل المنزل وفى نهاية اليوم كان ينام بجانبها على السرير مستمتعاً بدفئها.

مرت السنوات وكبر الثعبان وفى أحد الأيام فوجئت تلك السيدة بأن الثعبان توقف فجأة عن الأكل بدون سبب معروف حاولت السيدة الرحيمة مع الثعبان كثيراً لكى تجعله يأكل خوفاً عليه من الموت والهلاك إلا أن الثعبان كان يرفض وفشلت جميع محاولاتها معه.

ظل الثعبان على حاله هذا لعدة أسابيع رافضاً الأكل إلا أنه كان مازال يتبعها داخل المنزل نهاراً وينام بجانبها على فراشها ليلاً بل وزاد علي ذلك بأن كان يلتف حول جسدها وهى نائمة طمعاً فى الدفء.

أخيراً وبعد عدة أسابيع قررت السيدة أن تأخذه إلى الطبيب البيطرى ليفحصه لعله يكون مريضاً ويحتاج إلى العلاج. كشف الطبيب على الثعبان ثم التفت إلى السيدة وسألها:

< هل="" لاحظتى="" أى="" أعراض="" أخرى="" على="" هذا="" الثعبان="" خلاف="" قلة="" شهيته="" وامتناعه="" عن="">

- أجابت السيدة: لا.

< سألها="" الطبيب="" ثانية:="" هل="" مازال="" يرقد="" بجانبك="" أثناء="" نومك="">

- أجابت السيدة: نعم متعلق بى كثيراً ويتبعنى أينما ذهبت داخل المنزل، وينام بجانبى فى السرير كل ليلة.

< سألها="" الطبيب:="" ألم="" تلاحظى="" أنه="" فى="" بعض="" الأحيان="" يقوم="" بلف="" نفسه="" حول="" جسدك="" اثناء="" نومه="">

- اندهشت السيدة كثيراً وقالت للطبيب: نعم.. نعم، فإنه فى الآونة الأخيرة وأثناء مرضه كان أحياناً يلتف حولى أثناء نومى طمعاً فى الدفء والحنان وكان حينما أستيقظ يتبعنى بعينه فأهرع لتقديم الطعام له لكنه للأسف كان يرفض الأكل ويظل فى مكانه.

هنا تبسم الطبيب وقال لها: سيدتى إن هذا الثعبان ليس مريضاً بل يستعد لالتهامك! إنه فقط يحاول أن يجوع فترة طويلة حتى يمكنه أكلك كما أنه يحاول كل ليلة أن يلتف حول جسدك ليس حباً فيكى ولا بحثاً عن الدفء والحنان كما تعتقدين إنه يحاول أن يقيس حجمك مقارنة مع حجمه حتى تستوعب معدته وجبة بحجمك إنه يعد العدة للهجوم عليكى فى الوقت المناسب، فخذى حذرك سيدتى وتخلصى من هذا الثعبان سريعاً!

قد يعتقد البعض أنه يستطيع تغيير من حوله بالحب أو العطف أو الإحسان، صحيح قد تنجح أحياناً مع بعضهم لكن تذكر أن هناك طبائع تكون متأصلة فى البعض من البشر لا ينفع معها الإحسان ولا تعالجها المحبة وهذه النوعية يكون الاقتراب منها خطرًا جسيًما.