رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

 

 

من منا لا يعرف العالم والشيخ الكبير محمد الغزالى.. أحد رواد الاستنارة والوسطية فى العالم الإسلامى كله ومن حسن حظنا أننا عشنا زمنا جمع بين فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى والشيخ محمد الغزالى، بل كانا صديقين لا يفترقان.

وكما كانت حياة الشيخ الغزالى كلها عبر ودروس، كانت وفاته أكبر عبرة وأكبر درس فى حسن الخاتمة، كما يتمناها كل واحد فينا لنفسه.

وعن وفاة الشيخ الغزالى وحسن خاتمته، قرأت هذه الكلمات الجميلة عنه، تعالوا نطالعها سوياً، لعلنا جميعاً نستفيد منها، وندرك جزاء الإخلاص لله رب العالمين:

تمر هذه الأيام ذكرى وفاة العالم الكبير الشيخ محمد الغزالى، فهل تعرفون طريقه موت الشيخ محمد الغزالى؟!

كان الشيخ طوال عمره يدعو ويقول: «اللهم ارزقنى الوفاة فى بلد حبيبك المصطفى» وكان أهل بيته يستغربون وكذلك تلامذته ويقولون هذا صعب للغاية وشاء الله تعالى أن يدعى الشيخ لمؤتمر فى الرياض عام 1996 وترجاه تلامذته ألا يذهب لئلا يتطاول عليه أحد من الأدعياء وكان الأطباء قد منعوه من السفر ومن الانفعال ولكنه صمم على السفر وألقى فيه كلمة وقام إليه أحدهم واتهمه بمعاداة السنة، فانفعل الشيخ وعلا صوته وهو يدافع عن موقفه من السنة وكان آخر كلامه: «نريد أن نحقق فى الأرض لا إله إلا الله» وأصيب بذبحة صدرية وخرّ ميتاً، وبأمر من الأمير عبدالله -ولى العهد- وبتوصية من الشيخ عبدالعزيز بن باز - مفتى المملكة - نقل جثمان الشيخ إلى المدينة المنورة.

يقول الدكتور زغلول النجار - حفظه الله-: «لما حضر جثمان الشيخ للمدينة فوجئنا أن هناك طائرات خاصة أتت من جميع أنحاء العالم تقل ناساً كثيرين أتوا للصلاة على الشيخ الغزالى فى المسجد النبوى وازدحم المسجد عن آخره وخرجنا بالجثمان إلى البقيع وكنا ندفنه وما زال الناس بالمسجد من كثرتهم».

يقول الرجل الذى يتولى دفن الأموات بالبقيع: إن صاحبكم هذا أمره غريب كلما شرعت فى حفر حفرة أجد الأرض لا تلين معى حتى جئت هنا ولانت معى الأرض بين قبرى نافع مولى عبدالله بن عمر ومالك بن أنس صاحب المذهب المالكى.

أقول: ولهذا سمى «صاحب الميتة المخرصة» فقد دفن رحمه الله بين أهل الفقه وأهل الحديث فكأنه يرد على من أعلنوا براءة أهل الفقه والحديث منه.

اللهم ارزقنا جميعاً حسن الختام.