رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لم تتبلور بعد وبشكل نهائى فكرة الناتو العربى التى طرحتها أمريكا على كل من دول الخليج الست ومصر والأردن، حيث إن هناك من يدرس أبعادها العسكرية والجيوسياسية وما قد يترتب عليها من تداعيات. أمر واحد تبلور وهو أن التحالف يأتى لمواجهة ما صنفته أمريكا على أنه العدوان والإرهاب الإيرانى فى ظل ما يدعيه ترامب من اختطاف طهران للإرادة السياسية فى عدة بلدان عربية ونشرها للأرهاب فى المنطقة، لتظل الاستراتيجية الأساسية لأمريكا اليوم من وراء هذا التحالف هى عزل إيران. على أن يتم توظيفه لاحقاً فى ضم إسرائيل إليه، وللعمل كذراع مستقبلاً ضد روسيا فى الشرق الأوسط.

ولم يخف هذا عن روسيا التى تنظر بقلق إلى مساعى أمريكا من وراء هذا التحالف فى المنطقة تحت لافتة مواجهة النفوذ الإيرانى المتزايد وتعتقد أنه سيكون معادياً للمصالح الروسية.

التحالف المذكور عسكرى أمنى وسيكون مسرح عملياته فى مناطق الخليج وبحر العرب والبحرين الأحمر والمتوسط مع التركيز على المعابر المائية الاستراتيجية وهى مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس. ولقد وصف ترامب الناتو العربى بأنه تحالف إقليمى إستراتيجى يحقق الأمن والاستقرار فى المنطقة دون أن ينسى التركيز على خطر إيران وحلفائها فى معرض توضيحه لمفهوم العدو الذى سيواجهه التحالف المشبوه.

بيد أن ترامب غاب عنه أن دول الخليج ليست كلها على خصومة مع إيران، فالكويت على علاقة جيدة بها وكذلك سلطنة عمان أما قطر فتصطف معها لاسيما بعد الأزمة بينها وبين كل من السعودية والإمارات والبحرين منذ 5 يونيو 2017، فلا يمكن أن تدخل فى خصومة مع ايران التى سمحت لها باستخدام مجالها الجوى للتغلب على حصار الدول الخليجية الثلاث عليها.

الحديث عن الناتو العربى يستدعى طبول الحرب الباردة التى بدأت تقرع بين أمريكا وإيران والتوقعات بمواجهات خطيرة فيما إذا فرضت أمريكا حزمة العقوبات الثالثة على طهران فى الخامس من نوفمبر القادم وما قد تشكله هذه العقوبات من خطر كامل على صادرات النفط الإيرانية. وهنا يبرز على السطح مضيق هرمز الذى يمكن أن يصبح نقطة مواجهة لا سيما وأن البحرية الإيرانية كفيلة بأن تجد أساليب لعرقلة حركة ناقلات النفط من الخليج إلى الغرب. ولكن وعلى الرغم من الشحن الأمريكى الزائد ضد إيران فلا شك أن الايرانيين لا يخفون سعادتهم لكون بريطانيا وفرنسا وألمانيا التحقت بروسيا والصين بهدف إيجاد سبل لتجاوز العقوبات الأمريكية المسلطة على دولتهم.

ويجرى الترتيب الآن توطئة لعقد قمة فى واشنطن فى يناير المقبل للإعلان عن إطلاق التحالف المذكور والذى يهدف فى المرحلة الحالية لتطويق إيران على أن تتأتى مستقبلاً الفرصة لتسهيل انضمام إسرائيل إليه.

ولا شك أن هذا التحالف المشبوه سيكون وسيلة تساعد أمريكا وإسرائيل على إطلاق أيديهم فى المنطقة بأكملها.