رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ع الهامش

حينما تكون شخصا متفوقا فتلك ولا شك منحة من الله منحها لك، وحينما تكون عبقريا قطعاً تكون منحة للبشرية إن أُحسن استخدامها, وللأسف فوجئت أثناء مشاهدتى لحلقة من برنامج "مصر تستطيع" للإعلامى أحمد فايق يهنئ شاباً حصل على الدكتوراه فى علم الرياضيات من جامعة باريس ويعد أصغر حاصل على تلك الدرجة العلمية حيث عمره لم يتجاوز الثانية والعشرين عاما.

وازدادت دهشتى حينما علمت أن وزارة التعليم العالى لا تعترف بتلك الشهادة العلمية رغم أنها من جامعة كبرى، ببساطة لأن العبقرى عمر عثمان لم يحصل على شهادة الثانوية العامة! طبقاً للوائح والقوانين, بينما كل ما كان يشغل تلك الجامعة الكبرى (ديدرو بباريس) هو مستواه العلمى الذى أبهر كافة أساتذته طول فترة دراسته بها فى منحة استحقها عن جدارة.

عالم الرياضيات صغير السن الحاصل على أعلى درجة علمية فى فرع متخصص من علم الرياضيات يتوقع له أساتذته أن يكون له نظريات فى تخصصه على غرار (أينشتين, ونيوتن, وجاوس) ويطالبون بتوفير بيئة علمية متخصصة تمكنه من استكمال أبحاثه، لكن اللوائح لا تعرف العباقرة وهو ما عانى منه منذ كان طالبا فى المرحلة الابتدائية, فقد لاحظ مدرسوه عبقريته وأنه يستطيع حل امتحانات طلاب الثانوى والجامعات فى الرياضيات, وكان حديث الصحف منذ عام (2010) وعلمت به وزارة التعليم وكذلك التعليم العالى لكن اللوائح الجامدة كانت العقبة كما أخبروه.

لكن الدكتور وفيق لطف الله أستاذ الرياضيات بالجامعة الألمانية حينما طلب منه والده تبنيه, قدم له امتحان الرياضيات للفرقة الأولى بكلية الهندسة وكم كان انبهاره كبيراً أن التلميذ بالصف الأول الإعدادى استطاع حل الامتحان, عندها آمن أنه عبقرية متفردة وطلب منه أن يحضر محاضراته مستمعا فى الجامعة.

ولعب القدر دوره حينما تعرف عليه الدكتور أحمد الجندى أستاذ الرياضيات بعلوم القاهرة الذى صحبه لحضور محاضرات بقسم الرياضيات بتلك الجامعة العريقة، ولكن أيضاً كمستمع, وانتقل مع متبنيه الأول دكتور وفيق إلى الجامعة الأمريكية وخلال 3 سنوات ونصف كان يحضر فى تلك الجامعتين ولا يذهب لمدرسته إلا لأداء الامتحانات التى غالبا ما حصل فيها على الدرجات النهائية.

وفى عام (2012) أثناء وجود العبقرى المصرى فى مدرسة صيفية للموهوبين بباريس تعرفت عليه مدرسة فرنسية وأقنعت مدرستها بإعطائه منحة دراسية لدراسة الدكتوراه نظرا لما لمسته من نبوغ لافت, العجيب أن الجامعة لم تطالبه بشهادة الثانوية العامة التى لم يحصل عليها إنما أخضعته للاختبارات اللازمة وحينما نجح بتفوق ينم عن نبوغ وفرت له سكناً ولم تبخل عليه بالعلم, واستطاع النابغة أن يحصل على الدكتوراه من أعرق الجامعات المتخصصة.

فهل ستقبل وزارة التعليم تلك الشهادة أم تتمسك باللوائح أم تنصت لرأى أساتذته الذين يقولون إنه كنز قومى وعبقرية قل أن تجد لها مثيلاً, فقط يحتاج لبيئة توفر له البحث العلمى. هل من مجيب؟ مصر أكيد تستطيع, السؤال، متى تستطيع؟ أما العبقرى سيجد دوماً من يقدره فى أى مكان.

[email protected]