عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

قال لى شاكياً مروره بعاصفة حياتية تزلزل أركان حياته الزوجية بعد عشر سنوات من العشرة «لقد توحشت النساء.. تمردت.. تنمرت، فقدت الأنثى أركان أنوثتها، وصارت نداً لزوجها»، وتابع بأساوية ساخرة «زوجتى صار لها شنباً وصوتها صار أجشاً أكثر من صوتى من فرط صراخها المتواصل مع الولد والبنت، أصبح رجوعى لبيتى قطعة من العذاب، ما أن أهل عليه حتى أسمع صراخها والأولاد، وأدرك ما تسير إليه قدماى من نكد بقية بعد يوم عمل مضنى، فأتمنى لو أدير ظهرى وأعود أدراجى، أو أن أسقط ميتاً على أعتابه، أو يختفى البيت بما فيه فلا أقع تحت سياط هذا الهم اليومى، فقدت سعادتى، الأيام صارت متشابهة كئيبة لا لون فيها ولا حياة».

عزيزى الزوج.. أقدر وأتفهم ما تشكو منه، ولكن الحياة الزوجية والأولاد مسئولية مشتركة، وليس بصدمة إذا قلت إن الله كلف الرجل بالمهام الأكبر فى الحياة، وعندما خلق سيدنا آدم أولاً، كان يقوم بكل مهام الحياة التى لا يعلمها إلا الله فى حينه، وجاء خلق أمنا حواء لسبب رئيسى.. أن تؤنس وحدة آدم وتسرى عنه فلا يشعر بالوحشة، ومن هنا كان إدراك أبونا آدم لقيمة زوجته التى خلقها الله له من ضلعه.. ليسكن إليها ويأنس ويسعد.

المشكلة أن الأزواج يعتقدون أن دورهم فى الحياة يتمحور فى جلب المال، حتى إن كانت الزوجة تعمل هى أيضاً وتساعده فى نفقات المعيشة، ينسى أنها تفعل مثله، ويضاف إلى عملها أعباء البيت كله، بما فى ذلك ما كلف الله به طبيعتها من حمل وولادة ورضاعة، وكل هذا «وهناً على وهن»، وللأسف يقف أغلب الأزواج متفرجين على زوجاتهم وهن كالنحلات منذ الفجر وحتى بعد منتصف الليل، من عملهن إلى مهام البيت لرعاية الأطفال والمذاكرة لهم توفيراً للدروس الخصوصية، وهكذا تجد الأنثى نفسها منذ أن تزوجت فى دوامة عمل وجهاد لا تنتهى ولا تلتقط معها أنفاسها، وهى بالطبع دوامة تستكمل بها ما بدأته وجبلت عليه فى بيت والدها، فالبنت هى التى عليها أن تساعد أمها فى كل شئون البيت، والبنت تنظف غرفة أخيها، والبنت تعمل وتسوى، والبنت لا تخرج مثل الولد، ولا تأخذ مصروفاً يعادل مصروف أخوها، وشقيقها «الباشا» كالأمراء مدللاً مرفهاً لا يفعل شيئاً أبداً بالمنزل ولا حتى يرفع كوباً شرب فيه إلى المطبخ، ولا يرفض له طلباً، ولا يدوس له أحد على طرف، ويأمر وينهى بما فى ذلك أوامره لأخته التى يحولها هو ووالديه إلى خادمة له، تحت مسمى تدريبها على الحنان والأمومة المبكرة، أى تغادر الأنثى بيت والدها وهى منهكة مستنزفة الحقوق، لتكمل مسيرة استنزافها ببيت زوجها.

ولا تجد هذه الأنثى المنهكة - التى لا يشعر بها أحد ولا يحتوى متاعبها أحد -  سوى الصراخ.. الانفجار فى وجه أطفالها، لأنهم الوحيدون من يمكنها أن تنفجر أمامهم وتعبر عن غضبها أمامهم، وهى رسائل ضمنية أو حتى مباشرة توجهها  لزوجها، عسى أن يشعر بها، وبتعبها ونزيف تعبها، فيكون عوناً لها، يتقاسم معها مهام الحياة ورعاية الأولاد والمذاكرة، كما تتقاسم هى معه الحياة وتكاليفها وتحمل عنه همومه وتكون عوناً له فى كل شئون حياته.

وأتساءل بغيظ.. لماذا يقوم الرجل المصرى.. الشرقى بأدوار يتقاسم فيها مهام ومتاعب الحياة مع زوجته، إذا كانت الزوجة أجنبية.. هل لأنها شقراء.. لا والله لا أعتقد هذا، لأن من رجالنا من يتزوجون ما يطلق عليهم «مخلفات النساء» من الأجنبيات، رغم ذلك الزوجة الأجنبية محظوظة مع رجالنا.. وألف حسرة علينا.. وللحديث بقية.

[email protected]