إن مصر تواجه حاليا حربًا شرسة مع عدو غير واضح.. الإرهاب بكل مفرداته وأدواته وأشكاله.. فالمعركة مستمرة ولكنها مستمرة بتحديات وأشكال مختلفة.. هذا ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى وصف ما حدث فى عام 2011 فى جملة عبقرية قائلا إنه كان علاجًا خاطئا لتشخيص خاطئ.
فالدولة واجهت الإرهاب ومازالت تواجهه بكل قوة.. والكل يدرك النجاح الكبير الذى حققته القوات المسلحة والشرطة فى مكافحة الإرهاب وتعقب الإرهابيين وممولى الإرهاب.. رغم صعوبة المعركة لأن العدو الإرهابى غير واضح ويتخفى فى أشكال مختلفة فوق الأرض وتحت الأرض.. وبين الناس.. ويتلقى دعمًا وتمويلا من دول وأجهزة ومنظمات مختلفة تضمر شرا لمصر.. فهناك «عدو جوانا يعيش بأكلنا ويبنى بهدمنا».. ومواجهة هذا التحدى كما يقول الرئيس السيسى تكون ببناء الوعى.. لأن أكبر تحدٍ يواجه أى قائد هو عدم اكتمال الصورة لدى الناس.
فالإرهاب خطر جسيم يواجه الوطن.. ولكن هناك تحديًا كبيرًا أمام الدولة المصرية أشار إليه الرئيس مرارًا.. ولكن للأسف أجهزة الإعلام وأجهزة الدولة فشلت فى مواجهته ولم تقم بدور فعال لمكافحته.. وهو خطر جسيم وتحدٍ خطير.. هو الانفجار السكانى الرهيب.. فقد تجاوزنا مائة مليون نسمة.. وقد قال الرئيس السيسى بكل صراحة إن الزيادة السكانية تحدٍ كبير أمام الدولة المصرية وإذا ظللنا على هذا الوضع فلن يكون هناك أمل أو تحسن للواقع.
فى الحقيقة لقد صبر الشعب المصرى كثيرًا على المصاعب الاقتصادية.. ومازال يتحمل أعباء الإصلاح الاقتصادى الثقيلة.. وغلاء الأسعار.. وقسوة الحياة.. ولكن مهما بذلت الدولة من جهود للإصلاح والتنمية فإن المواطن لن يشعر بها لأن هناك غولًا اسمه الزيادة السكانية تلتهم أى ثمار جديدة..
بصراحة الزيادة السكانية السنوية بهذا الشكل المفزع المخيف.. هى التى تسببت فى حشر التلاميذ بالفصول.. وتدهور مستوى التعليم.. وهى التى أدت لأزمة الإسكان واللجوء للعشوائيات التى تعد مصدرًا أساسيا للفساد والرشوة فى المحليات والأحياء.. وهى التى خلقت أوكار التطرف والإرهاب وتفريخ مجرمين..
والزيادة السكانية هى التى قللت فرص العمل.. وأثرت سلبًا على الخدمات الصحية والعلاجية.. وغيرها من الخدمات فى المجالات المختلفة..
غول الزيادة خطر لا يقل عن الإرهاب.. يجب مواجهته بالوعى.. ومكافحة العقول الظلامية بجدية.