عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

بات يتعين على العرب اليوم أخذ الحذر مما تخطط له أمريكا فى المنطقة عبر جماعات الإرهاب التى صنعتها ودعمتها بشكل كامل تمويلاً وتدريباً وتسليحاً لتزرعها فى الشرق الأوسط لتكون النبتة والأداة التى تعتمد عليها لتفجير دوله عبر إشاعة الفوضى وانعدام الاستقرار.

واليوم تتربص بنا أمريكا من جديد من خلال خطة ترعاها تستهدف نقل الجماعات الإرهابية المهزومة فى سوريا والعراق إلى مناطق أخرى فى مصر وليبيا وأفغانستان سعياً لتفكيكها وإضعاف جيوشها الوطنية لتبدأ دورة جديدة من الإرهاب الذى تحرص أمريكا على ترسيخه فى المنطقة ليرتع فى دولها ويعيث فيها فساداً.

إنها سياسة أمريكا التى تخفى وراءها نوازعها الإمبريالية الشريرة القائمة على استغلال الشعوب وتدمير الدول، وبدلاً من أن تحترم أمريكا الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بمكافحة الإرهاب ودحره عمدت إلى صنعه ودعمه وكانت الحاضنة له بشكل كامل ليكون أداتها لتحقيق أهدافها.

ولعل المثال الأكبر يتمثل فى تنظيم داعش الارهابى والذى ظهر فى أعقاب غزوها للعراق فى عام 2003 فكان أن قلب التوازنات الأمنية والاستراتيجية رأساً على عقب بل تجاوزت تداعياته النطاق الإقليمى إلى الدولى والعالمى.

عمدت أمريكا إلى شن حرب ضروس ضد نظام صدام وقدمته إلى العالم فى صورة شبح مرعب وخطر يحدق بالجميع لا سيما عندما ادعت امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل وعندما ادعت بوجود رابطة بينه وبين تنظيم القاعدة وهى الفرية التى اختلقتها واتخذتها ذريعة لتبرير حربها التى دمرت أرض الرافدين. ما فعلته أمريكا فى العراق هو الذى غذى التطرف والإرهاب لا سيما بعد ما اتخذته من إجراءات جائرة أثناء الاحتلال كتجويع الشعب وحرمانه من الأساسيات، وما تبع ذلك من تسريح للجيش العراقى ليصبح أفراده بلا عمل ويظهر خطر فئة منه شرعت فى تبنى الارهاب منهجاً ساعدها على ذلك أنها تتقن فن القتال وتحتفظ بالسلاح فكانت النبتة الأولى لتشكيل داعش الإرهابى.

زادت تداعيات الإرهاب عندما رسخت أمريكا الطائفية المذهبية الإثنية ليلعب الصراع الشيعى السنى دورًا أساسيًا فى إشعال التوترات والفتن داخل المنطقة. ورأينا كيف دخلت على الخط فى سوريا لتعم الفوضى فى ساحتها ويظهر داعش كطرف رئيسى لقلب الأوضاع فيها. وهكذا باتت السياسات الأمريكية فى المنطقة هى المسئول الرئيسى عن نشوء التنظيمات الإرهابية كتنظيم القاعدة وداعش وغيرهما الأمر الذى أدى إلى خلق فوضى عارمة ترتب عليها دمار بلدان ونزوح ملايين اللاجئين نحو الشمال والغرب. ولهذا تظل المخاوف قائمة من ألا تتم السيطرة الكاملة على الإرهاب بشكل نهائى لاسيما وأن أمريكا الراعية له لا تتوقف عن دعمه وشحذه ليكون السلاح الباتر لإجهاض دول المنطقة بما يفتح الباب على مصراعيه أمام أمريكا لاستنزافها حتى الثمالة.