رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لا تكاد قناة "جزيرة العبط" تنتهى من الجدال فى فتنة تصنعها جماعات السياسة المتأسلمة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية التى تحكم دويلة قطر حالياً بمساعدة المخابرات البريطانية وذراعها الإعلامى الـ«بى بى سى»، لا تكاد تنتهى من واحدة حتى تتلقف حدثاً لا يخرج عن كونه أحلاماً وأمانى للبعض حتى تحوله إلى فتنة أخرى؟ ليس أدل على ذلك من خريطة جمهورية مصر العربية والتى تظهر على شاشة هؤلاء المتخلفين وقد ضموا مثلث حلايب وشلاتين إلى جمهورية السودان الشقيقة ضاربين عرض الحائط بخطوط الحدود الدولية القانونية والتى ارتضاها الجميع بعد الحرب العالمية الثانية وهو أن الحدود الجنوبية لمصر التى تفصلها عن السودان هو خط عرض 22. ويبدو أن حفر بئر العبط من خلال القائمين على هذه القناة العبيطة وهذه الدويلة القطرية المتخلفة البائسة قد أثر على نفوسهم سلبياً مما جعلهم كأقزام يظنون على مدار الخمس سنوات الماضية أنهم قادرون على إسقاط الأمة المصرية ودولتهم العتيدة؟ يحلم أهلنا فى السودان بضم مثلث حلايب وشلاتين إلى الحدود الشمالية للسودان ويتمنون موافقة الأمة المصرية على ذلك؟ منطقهم بسيط وهو أن القبائل الموجودة هناك من أصول سودانية.

ولكن العرق والانتساب لقبيله ما شىء وحمل الجنسية لدولة ذات سيادة شىء وهما لا يتعارضان ولا يلغى أحدهما الآخر. وحتى يظهر الأمر واضحاً جلياً لابد ممن العودة قليلاً للوراء: فى عام 1803 قامت فى مصر ثورة الأزهر على الوالى العثمانى ودولة الاحتلال التركى الغارقة فى بحور الـ«آمان يالا لاللى أمان» ونشر التخلف فى الدول المحتلة ومن بينها مصر. عين شيوخ الأزهر محمد على والياً على مصر فى انقلاب عسكرى ميمون, وبعدها بدأ محمد على ترتيب الأمة المصرية العريقة وتحديثها وبدأت بشائر النهضة فى ظرف 10 أعوام مما حدا به إرسال الجيش المصرى لتأمين منابع النيل، وخلال اتجاه القوات المصرية جنوباً وجدت ممالك صغيرة متناحرة منها مملكة دارفور وكردفان.. إلخ، فوحدتها ووصلت إلى دول المنبع مما استلزم منها بسط النفوذ المصرى على كل ما هو جنوب حتى منابع النيل. عندما عاد قائد الجيش إلى القاهرة لتقرير ما وجد سأله محمد على ماذا وجدت جنوباً خلال حملتك؟ رد القائد وجدت أرضاً سوداء وشعوباً بشرتهم سوداء. عندها قال محمد على باشا: إذاً هما السودان, المملكة الآن هى «مملكة مصر والسودان», والشعب الآن يحمل جنسية «مصر والسودان»! عند ذلك حمد أهلنا فى الجنوب أن أرضهم ذات لون أسود وأن بشرتهم سوداء فلو كانا بيضاوان لكان اسم ممالكهم المتحدة البيضاوان! وحمد المصريون ربهم أيضاً على ذلك لأن بلادهم كانت ستقع تحت مسمى «مملكه مصر والبيضاوان»! حقيقة تاريخية وجغرافية، لم يكن قبل 1821 دولة تسمى السودان, الجيش والأمة المصرية هما من قاما على إنشائها وكانا يفتخران بجنسيتهم «المصرية السودانية» وفى حقيقة الأمر لا يزال الكثير من المصريين يفخرون بذلك ولكن هذا لا يعنى لديهم القفز فوق ما ارتضاه أهلنا فى السودان بانفصالهم عن دولتهم وإعلان السودان دولة مستقلة عن مصر والسودان 1956! ولا يعنى أيضاً تخلى المصريين عن الحدود السياسية المعترف بها دولياً التى اعترف بها قادة الانفصال السودانيين عندما أجروا الاستفتاء على انفصال السودان عن مصر وهو ما تم ديباجته فى دستورهم الأول! كل هذه الحقائق تجعل من الفتنة التى تريد قناة الجزيرة وجماعة الإخوان الإرهابية والمخابرات البريطانية ليست سوى حفر لبئر العبط الذى لا طائل منه سوى دمغهم جميعاً بوصف العبيط لما يعمل فهلوى!

 

استشارى جراحة التجميل