رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

من نقطة الأصل

 

أثارت كل وسائل الإعلام ما حدث لمرضى الغسيل الكلوى بمستشفى ديرب نجم مؤخراً وألقت المسئولية كاملة على أطباء القسم ورئيسة ومدير المستشفى!.. ولم يتطرق أحد إلى السبب الحقيقى والأساسى.

وبداية ألفت النظر إلى الفرق بين الهندسة الطبية medical engineering والهندسة الطبية الحيوية Biomedical engineering.. وحول هذا الموضوع يجب أن تكون هناك أكثر من وقفة فقد انتهى تماماً العصر الذى كان يعتبر فيه المهندس كعنصر مساعد فى الخدمات الطبية، حيث يقف الآن على قدم المساواة مع الطبيب فى تقديم كل ما يلزم لإصلاح وتشخيص ما بالجسم من علل!.

إن كل التقدم العلمى المذهل الآن هو بسبب الطفرة الكبيرة فى مجالى الهندسة الطبية والطبية الحيوية، ولعله يبدو غريباً أو مستغرباً على كثيرين من الأطباء أنه قد عين أحد المهندسين فى هذا المجال مدير مستشفى للمعاقين بإنجلترا وأن هناك اتجاهاً قوياً للتساوى بين المهندس المتخصص والطبيب فى تولى هذا المنصب، وكانت البداية فى عام 1976 إذ حل مهندس محل طبيب كمدير لوحدة الأبحاث الطبية الحيوية والتنمية فى ريوهاميتون Roehampton بلندن ويعمل هذا المعهد أساساً لجراحة السيقان التالفة orthotics لقد أنجزت كميات هائلة من الأبحاث الهندسية الفائقة فى ابتكاراتها وعبقريتها وأنتجت العديد من الأجهزة الطبية التى تكاد تشخص الأمراض بل وتحدد العلاج وطريقته!!.

لقد أمدت الجراحين بإحلالات ذات دقة فائقة Precision للأجهزة التالفة بالجسم كمفصل الفخذ Hip Joint ومفصل الركبة Knee joint وبالأخص لمرضى التهاب المفاصل الذى يؤدى إلى عجز مزمن بها كما قدمت بنجاح فائق استخدامات الليزر فى الجراحة.

وعودة إلى كارثة مرضى الفشل الكلوى والتى نعزيها إلى الهيكل التنظيمى وكوادره المسئولة، حيث لا يوجد فى المستشفيات وخاصة المركزية منها وظيفة حيوية هى كبير المهندسين بها!!.. ليس كافياً على الإطلاق التعاقد مع أطقم صيانة لهذه الأجهزة ومثيلاتها بالمستشفيات.. وإنما تواجد طاقم من المهندسين بالمستشفى.. يعملون كتفاً بكتف مع الأطباء ويقدمون الحل الآنى simultaneous عندما تتوقف هذه الأجهزة بسبب خلل بها أو لانقطاع الكهرباء أو لأى سبب آخر.. هذه مسئولية الوزيرة قبل مدير المستشفى.

وأخيراً ومرة أخرى لا ينبغى أن تكون علاقة المهندس بالطبيب علاقة التابع بالمتبوع.. وكما أوضح سوانسون وفريمان التعاون التام بين جراحى العظام والمهندسين فيما نشرا بكتابهما.. وكما قال إيفان إيليس Ivan-Illich إن مهنة الطب فى الحقيقة مسئولة تماماً مثل مهنة الهندسة عن كثير من الأمراض والإحباطات الذهنية!..