رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤية

 

رغم أنها أصغر وزيرة سنًا وتدخل فى مسئوليتها وزارة غير مهضومة اسمًا لأنها مرتبطة بالتلوث والمناخ، مع أن عملها فى الشارع المصرى يدخل فيه عودة الشكل الحضارى لمصر من تجميل ونظافة والتخلص من التلوث البصرى، كما يدخل فيه رعاية الأشجار فى شوارعنا وممنوع اقتلاع شجرة إلا بترخيص منها.

من يومين طلت علينا الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، من نافذة صحيفة «الوطن»، حيث كان لها حديث جرىء مع الصحفية الشابة رضوى هاشم، كشف عن موهبة الوزيرة التى كانت يومًا مساعدة لوزير البيئة، ثم انتقلت إلى كرسيه لكفاءتها، ليس لأن الرجل كان فاشلًا أو أن رتمه بطىء، فالرجل بتقدير القيادة السياسية كان صاحب فكر راق وأداء متميز، وكونه يخرج مع حكومة الدكتور شريف إسماعيل هذا شأنه شأن وزراء كفاءة عالية أصابتهم رياح التغيير وهذا طبيعى جدا ويحدث فى العادة مع تغيير رئيس الحكومة.

فأن تصبح مساعد الوزير هى الوزير هذا شىء طبيعى لأنها هى الأحق بالمنصب عند التغيير لما اكتسبته من خبرة وحنكة فى العمل.. إجاباتها للزميلة رضوى هاشم تكشف عن عبقريتها وأنها فعلًا كفاءة تستحق الاحترام.. لكن كونها تحلم بأن تقضى على «الزبالة» بعد عامين، هذا هو المستحيل.. وهنا أقول للدكتورة ياسمين «يا دكتورة كان غيرك أشطر» لأن الذين سبقوك منذ عشرات السنين فشلوا فى حل مشكلة النظافة، مرة قالوا عنها إنها منجم ذهب، يعنى فرز المخلفات يعمل فلوس لو تعاقدنا على أفران خارجية، ومرة قالوا سوف نحل مشكلة ورق الصحف من فرم المخلفات وتحويلها إلى لفافات جرائد، وسمعنا عن شركات إيطالية تحمل عروضًا لتحويل المخلفات البلاستيك إلى مواسير للصرف الصحى.. للأسف كلها كانت وعود «فشنك».

من حق الوزيرة الدكتورة ياسمين فؤاد أن تبدى مخاوفها من المحافظين فى عدم التزامهم بإغلاق المقالب العشوائية وهى صادقة فيما تبديه كأنها عانت من وعود سابقة معهم فى حل المشاكل البيئية، أنا عن نفسى لا أتصور وزيرة شابة فى هذه السن ممتلئة بالحماس والحيوية وأمنيتها أن تجمل شكل البلد، وتكتشف أنها وحدها فى الميدان لم تجد تعاونًا لا من الشارع المصرى ولا من الحكم المحلى، فكيف نلزمها بتحقيق ما تحلم به، صحيح من حقها أن تحلم وأكيد أحلامها فيها خير لهذا البلد، وإذا كانت قضية النظافة بالصورة التى تطرحها ستختفى بعد عامين، فلماذا لا يساندها مجلس المحافظين.. الوزيرة تناشد المجتمع المدنى التعاون، فهى تؤمن بأن تغيير السلوك لا يمكن فى يوم وليلة، فالتغيير يحتاج إلى وقت بالمشاركة الاجتماعية التى تجمع كل شرائح المجتمع على الأقل فى رصد أماكن المخلفات.

الوزيرة الشابة د. ياسمين فؤاد صاحبة العقل المستنير تضع حلولا كثيرة ولا تجد تعاونًا من الأجهزة المحلية فى خطوات التنفيذ مع أن مطالبها شرعية، فمن حقها أن تطالب بتوفير مدافن القمامة وترى ضرورة التحكم فى منظومة جمعها ونقلها بحيث يمكن استغلالها عندما يتم توفير مصانع لتدويرها.. الغريب أننا سمعنا كثيرًا عن هذه المصانع وليس فى القاهرة وحدها، فقد قيل إنها انشئت حديثا فى شرم الشيخ ولم نر انتاجًا لها، يعنى كلام قهاوى.

على أى حال أنا متفائل بأن هذه الشابة سوف تكون إضافة لوزارة البيئة، لأنها ستفعل شيئاً، يكفى أنها غيرت منظومة الاعلام عن الوزارة بتطوير الموقع الإلكترونى للوزارة وكونها بالفعل أصغر وزيرة فى الحكومة فهى تنوى أن تكون لها بصمة على صدر وزارة البيئة وتعريف عمل الوزارة لكل المصريين، ومنح كل المصريين لقب «أصدقاء البيئة».. لذلك أقول للوزيرة أنت أيضًا محظوظة لأن لديك فى جهاز الاعلام والعلاقات العامة بالوزارة عقليات ناضجة ممكن الاستفادة منها فى خطة التنوير التى تقومين بها.. من هذه العقليات الكاتبة الساخرة سارة أحمد برهومة التى ينتظرها قراء نصف الدنيا والـ«فيسبوك» فهى تستطيع أن تدخل وتعشعش فى عقول المصريين بحكايات صغيرة جميلة عن البيئة، أنا شخصيًا أعترف بأننى واحد من قرائها، كذلك الجناح الثانى منى سمير فهى دينامو فى العلاقات العامة يعنى محبوبة، ورسالتها تصل بسرعة إلى القلوب ومن الممكن استغلالها أيضًا فى الترويج للبيئة.. والذى يسعدنى فى هذه المنظومة أن أجنحة الوزيرة من عمر الوزيرة.. الثلاث فى سن الشباب مع اختلاف المواقع.. مؤكد أننا سنرى نشاطًا غير عادى مطلوب على المستوى المحلى قبل الإفريقى.

أما عن الحكم المحلى فهو يحتاج منك صرخة قوية فى مجلس الوزراء حتى يسمعك وزير التنمية المحلية الذى يكتفى بحضور الاجتماعات ولم نسمع له صوتًا مع المحافظين، لذلك أقول من حقك أن تحلمى ولا شىء يتحقق لأن معاونيك فى المحليات نيام.. لك الله يا دكتورة.

[email protected] com