رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤية

من أيام طرحت اقتراحاً «لسفلتة» الشوارع وإزالة المطبات والحفر التى تغطى الشوارع الرئيسية والجانبية دون أن تتحمل الدولة جنيهاً واحداً، ومع ذلك لم يجد هذا الاقتراح من يسمعه، سواء كان وزير التنمية المحلية الذى تتبع له المحافظات أو وزير النقل المسئول عن الطرق والكبارى، مع أن هذا الاقتراح لو جاء فى شكل تعليمات من السيد الرئيس.. لانقلبت الموازين وهرع المحافظون وعلى رأسهم وزير التنمية المحلية لدراسته.. ورأينا وزير النقل ينزل الى الشوارع ويضع تصوره فى كيفية «سفلتتها».. لكن للأسف لأنه اقتراح لقلم كاتب فالكل طناش بما فيهم الحكومة التى اعتادت أن تعطى ظهرها للأقلام وكأننا نكتب لأنفسنا.. الذى يؤلمنى أن وزير النقل لم يحاول أن يسأل كيف ستتم «سفلتة» الشوارع دون أن تتحمل الدولة جنيهاً واحداً.. مع أن شبكة الطرق الداخلية تدخل فى اختصاصه قبل المحافظات.

لم أتوقع تجاهل الوزيرين لهذا الاقتراح مع أن الشوارع تدخل تحت مظلتهما، وخاصة أنهما على دراية بسوء حالة الشوارع، وأن شبكة الطرق الداخلية فى القاهرة التى هى من أهم العواصم سيئة جداً جداً، ومع كل هذا أصبحت القضية طناش.. فقد كان من المفروض بعد أن تكلم السيد الرئيس فى هذه القضية وتناول معاناة الشارع المصرى من الحفر والمطبات أن يخرج علينا أحد الوزيرين بمبادرة سريعة للبحث عن حلول عاجلة لهذه المشكلة.. الرئيس فى كلامه كان طبيعياً جداً.. ومن كان يتابع الرئيس يتصور أنه كان يقود سيارته بنفسه فى شوارع مصر لذلك أستشعر بالمعاناة التى نعانى منها فى مواجهة المطبات والحفر، والجديد أن الرئيس تناول أيضاً قضية المطبات الصناعية وخطورتها لعدم توفر المقاييس السليمة فى صناعتها فوصفها بالمطبات السيئة، ومع ذلك لم نسمع صوتاً لوزير النقل المسئول عن صيانة الطرق والكباري.

عن نفسى لم أحزن على تطنيش الوزراء لكل ما نكتبه، فنحن نطرح قضايا، وهم لا يقرأون هذه حقيقة، لكن بعد الذى رأيته من صمت أمام أهم القضايا التى يطرحها الرئيس فلم أحزن، مع أن الرئيس لم يطلب منهم البدء فوراً فى التخلص من الحفر والمطبات لكنه تناول هذه القضية على اعتبار انها لا تقل تكلفة عن تكلفة شبكة الطرق التى أقامها بفكره للمصريين بكل فخر، فقد كان الرئيس يأمل لعل وعسى أن يتلقى فكراً جديداً فى كيفية توفير السيولة المادية وبنفس الاسلوب المستخدم فى شبكة الطرق، على الاقل للارتقاء ببقية مشاكلنا فى البنية الأساسية.

أذكر أننى طرحت هذا الاقتراح على محافظ الجيزة، اللواء أحمد راشد، لعله يملك القرار ويتبناه.. ولا يمنع من أن يبدأ بحى ولو يكن حى الدقى، وساعتها تنقله بقية المحافظات يوم أن تنجح التجربة فى سفلتة الشوارع من جيوبنا وليس من خزينة الدولة التى عندها مشاكل أهم من سفلتة الشوارع، بعض الناس ترتفع أصواتهم وهم يقولون «لسه هندفع.. ومنين.. إحنا مش لاقيين نأكل» هذه النغمة مرفوضة، وخاصة أننى لم أطلب فى اقتراحى أن يدفع التعبان الذى لا يملك سيارة، لأن اقتراحى يلزم كل صاحب سيارة بأن يدفع ٢٠ جنيهاً شهرياً لصندوق اسمه «صندوق خدمات الحى» يعنى لكل حى صندوق خدمات، هذا الصندوق لا يخضع للحكومة، والذى يتحكم فى مصاريفه هم سكان الحى وليس المحافظ، يعنى بندفع قروشاً وناخد مقابلها خدمات فورية، وليست خدمات مؤجلة، والذى يتولى التعاقد مع شركات الطرق هم السكان أنفسهم، ونستطيع أن نختار أفضل الشركات فى سفلتة الشوارع وبضمان أحد البنوك تتولى الشركة سفلتة شوارع الحى الرئيسية والجانبية، والسداد من إيراد الصندوق حتى ولو كان السداد على أقساط لسنوات، المهم نكون قد عملنا حاجة بفلوسنا.

هذا الاقتراح على مكتب محافظ الجيزة، يحتاج زقة من وزير التنمية المحلية ولجنة لتقنين الاقتراح فى مجلس الشعب، لأن أى محافظ مهما أوتى من قوة فالقوانين تحكمه، عن نفسى أقسم لكم بالله أن المواطن الذى يرى بعينه سفلتة الشوارع، لن يتقاعس عن سداد الاشتراك الشهرى لأن السفلتة تحمى عربياتنا من رعونة المطبات، يكفى أننا لن نذهب لترميم عفشة السيارة كل شهر وندفع أكثر من العشرين جنيهاً فى مقص مكسور او تربيط عفشة.

المهم التنفيذ حتي يشعر الشعب أنه ساهم فى تعمير بلده وبفلوسه أصبحنا نجرى على حرير فى شوارعنا، ٢٠ جنيهاً ليست مشكلة، المشكلة فى أننا فقدنا الثقة فى الحكومة ودفعنا لها كثيراً لكن بدون عائد من الخدمات بسبب عواجيز الفرح الذين كانوا يبيعون لنا الوهم، لكن يوم تصبح الأمور فى أيدينا ستطمئن قلوبنا.