رؤية :
- دعونى أحكى لكم قصة عصام الصغير والذى كان خبيرا للتكنولوجيا والمعلومات بدولة الامارات، نجح في ميكنة البريد الاماراتى، وجعل منه منافسا لبريد المانيا وانجلترا، وعندما استدعوه ليرأس البريد المصرى منذ ٣ سنوات، ضحى بامتيازات كثيرة .. راتب بالدولار.. فيلا بحديقة وسيارتين أحدث الموديلات، لم يبخل على بلده بعلمه وخبرته.. فجاء واستلم خرابة اسمها هيئة البريد وكانت خسائرها ٦٠٠ فى المائة، وعدد عملائها لا يزيد على ٢ مليون عميل.. وحال الموظفين فى غاية البؤس، ومستوى أدائهم فى العمل ضعيف جدا، وبالتالى لم يتحرك عدد العملاء، لذلك كانت مهمته صعبة، فقد كان يحلم بتحقيق ما حققه فى الامارات ..
- دخل عصام الصغير امتحانا قاسيا مع نفسه بعد أن أصبح الرئيس التنفيذى للبريد المصرى والذى يملك وحده كل صلاحيات التطوير، فقد قرر أن يحدث ثورة تكنولوجية، بدأ بتدريب العاملين على العمل الالكترونى، كان كل همه أن يلغى التعامل مع الدفاتر وأقلام الحبر الجاف وأفرخ الكربون التي يستخدمونها فى تعاملهم مع الجمهور.. وبدأ يصرف حوافز تشجيعية نسبة من الأرباح للموظفين بعد أن حقق في السنة الأولى مايزيد على المليار جنيه، ضاعف العاملون من انتاجهم وفتحت مكاتب البريد أبوابها فترة مسائية، فزاد عدد العملاء من ٢ مليون الى ٢٤ مليون عميل خلال السنوات الثلاث سنوات التى قضاها كرئيس للبريد، وارتفعت محفظة الودائع الي ١١٠ مليارات..
- للحق كان عصام الصغير سابق عصره فى ثلاث سنوات، أعاد للبريد المصرى هيبته وتراثه، يكفى أنه أعاد نجمة «البوستة» النجمة التى نتعامل معها كنقطة الكيلومترات فى احتساب المسافة من أى بلد الى قلب القاهرة، فقد كانت مغطاة بطبقة أسمنتية يوم ان قررت وزارة النقل تجديد مبنى البريد، واستعانت بشركات غير متخصصة، فغطت علي المعالم التاريخية والأثرية للمبني الذي يرجع تاريخه منذ عام ١٨٦٠ ميلاديا، ارتكبت هذه الشركات أكبر جريمة يوم أن غطت على النقوش الذهبية " باللاكيه " الابيض، وانتزعت ساعة " البوستة " الأثرية من مكانها وألقت بها على سطح المبني بعد فشلها فى تشغيلها مع أنها من معالم قاهرة المعز ..
- تدخل الصغير وأنقذ الموقف لأنه يعرف قيمة هذه الآثار، اتصل بالشركة الانجليزية التي تقوم بصيانة ساعة «بج بن» فى قلب لندن واطلعهم على حالة الساعة عندنا فأرسلوا بعثة من عندهم وتكلفوا بجميع قطع الغيار وقاموا بتشغيل الساعة وتركيبها في مكانها فوق مبنى «البوستة» بلا مقابل هذ هو عصام الصغير الذى أدخل لخزينة الدولة خمسة مليارات جنيه عن السنوات الثلاث التى قضاها فى الخدمة.. ويوم ان خرج للمعاش كان كأى موظف صغير تنتهى سنوات خدمته بلا كلمة شكر أو شهادة تقدير ..
- بالله عليكم هل يرضيكم ان تكون هذه نهاية رجل عظيم ترك بصماته على صدر البريد المصرى بعد ميكنة العمل فيه اليكترونيا.. ياجماعة كنتم كرمتموه برفع اسمه للرئاسة، فالرئيس يبحث عن عقلية ذكية تقوم بميكنة مصلحة الضرائب أسوة بالبريد، وللأسف اسمه لم يصل للرئيس .. فى الوقت الذى قرر الرجل أن يغادر مصر ليعود الى الامارات.. وينقذ الموقف الوزير المهندس عمرو طلعت وزير الاتصالات، لعلمه بخلو مقعد الرئيس التنفيذى للبريد المصرى منذ أول يوم تسلم فيه الحقيبة الوزارية، وظل شاغرا ثلاثة أشهر وقد حدثت عليه عدة ترشيحات، ومع ذلك رفض الوزير التصديق على واحد منها ورأي أن الأحق باستكمال مشوار النجاح هو عصام الصغير..اتصل به الوزير وعلم أنه حجز مقعدا للسفر للامارات ..طلب منه الغاء السفر من أجل عيون مصر.. وأمام هذا المطلب لم يتردد الصغير وفعلا ألغى سفره ..ويحصل له الوزير على قرار من مجلس الوزراء بعقد جديد ويعود الى مملكته فى البريد .. هذا هو عمرو طلعت الذى يساند المواهب واصحاب العطاء..
- وأذهب الى عصام الصغير للتهنئة فقد كنت فخور به .. كنت سعيدا به وهو يطل على لوحة على يساره وعليها حركة العمل في جميع مكاتب البريد اليكترونيا، فهو يستطيع من داخل مكتبه متابعة أربعة آلاف مكتب بريد، و يراهن فى سرعة التنفيذ.. ويؤكد أنه جاهز لجميع المعاملات في المصالح الحكومية من توثيق أوراق بالخارجية، وتجديد رخصة السيارة، ورخصة القيادة، وإعادة إصدار الرقم القومى، وشهادات الميلاد، والوفاة ،وقسائم الزواج والطلاق، واستمارات بطاقة التموين، وطرح كراسات حجز شقق الاسكان، وفى مقدمة هذه الخدمات صرف المعاش بالبطاقة الاليكترونية، ويقوم البريد بتسليم كبار السن معاشهم فى بيوتهم، كما أدخل خدمة دفع مصاريف المدارس والجامعات عن طريق البريد..
- يعنى الراجل عشرة على عشرة ..يحتل مقعد فى اتحاد البريد العالمى وعضوية الاتحاد الأوروبى للبريد وهو الآن النائب الأول للاتحاد الافريقى العالمى.. لذلك أقول برافو عصام الصغير...شكرا للوزير العبقرى عمرو طلعت ..