رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

يعد دونالد ترامب الرئيس الذى تعرض لأكبر حملة شعواء ضده عبر أكثر من كتاب أمريكى. ويأتى اليوم كتاب (الخوف: ترامب فى البيت الأبيض) للصحفى الأمريكى البارع بوب وودوارد الصادر فى الحادى عشر من سبتمبر الجارى ليصبح أحدث الكتب التى تهاجم ترامب وليجرى تصنيفه على أنه جزء من الحملة ضد ترامب خاصة أنه يأتى قبل الانتخابات النصفية القادمة فى السادس من نوفمبر القادم. لا سيما أن «وودوارد» هو الذى فجر فضيحة ووترجيت التى أدت إلى استقالة الرئيس الأمريكى السابق نيكسون وتلطيخ سمعته.

يستند كتاب «وودوارد» إلى مئات الساعات من اللقاءات مع مصادر مباشرة ومذكرات لاجتماعات متزامنة وملفات ومستندات ويوميات شخصية عن فترة رئاسة ترامب، وهى مليئة بمعلومات مسيئة له، ففى الكتاب يزعم المؤلف أن وزير الدفاع جيمس ماتيس قال عن ترامب إن عقله مثل عقل طفل فى الصف الخامس أو السادس، وأن رئيس هيئة موظفى الدولة جون كيلى وصف ترامب بأنه غبى. ولا شك أن صدور الكتاب فى هذا التوقيت يعد مريبا خاصة أنه يأتى قبل انتخابات التجديد النصفى فى الولايات المتحدة، ولا سيما أن نشره جاء بالتزامن مع الرسالة التى نشرتها صحيفة نيويورك تايمز لمجهول رفض ذكر اسمه، وقيل إنه من ضمن العاملين فى ادارة ترامب ولقد سرت شائعات بأنه ربما يكون نائبه مايك بنس، حيث إن الأحداث والمرحلة تؤكد إمكانية أن يكون هو الفاعل لأنه لو تم عزل ترامب سيصبح بنس تلقائيا هو الرئيس. ويثار السؤال هل يمكن أن ترتد هذه الهجمات ضد مهاجمى ترامب فى انتخابات نوفمبر القادمة لتتحقق المفاجأة ويفوز ترامب بالصفقة مرة ثانية بعد أن فاز بها فى انتخابات 2016 من منطلق أنه كلما ازداد الهجوم عليه تعلق الجمهوريون به؟

رغم حملة الهجوم اللاذعة ضد ترامب فإن هناك من يراهن على أنها ستصب بالإيجاب فى صالحه لا سيما أن شعبيته اليوم تقدر بـ 48 % وهى أعلى من شعبيته عندما انتخب رئيسا، ولا سيما أنه قد نجح فى تحقيق وعوده من تحسين الاقتصاد وخفض نسبة البطالة، فأصبح بذلك أيقونة لجمهوره الضخم، فالحزب لم يدعم ترامب إلا مرغما بعد أن اكتسح القاعدة الشعبية ووضعها تحت جناحه. ومن ثم فإن شعبيته كاسحة وبالتالى فإن أى عضو كونجرس يقف أو يصوت ضده يعلم أنه قد يخسر موقعه. كما أن الانتخابات تأتى فى ظروف استثنائية وغير عادية فى خضم الحرب الشعواء التى يواجهها ترامب من قبل الديمقراطيين والإعلام معا. ولأن الشارع السياسى لأمريكا لم يشهد وضعا مشابها لما يحدث اليوم، فإن المفاجأة الصادمة للديمقراطيين قد تسفر عن انتصار ترامب فى الانتخابات القادمة لا سيما بعد أن استطاع أن يحرقهم ويحجمهم بطريقة لم يسبق لها مثيل وهو ما يدفع بالجمهوريين لأن يدعموه بقوة ضمانا لفوز مرشح جمهورى بالرئاسة بعد انقضاء مدة ترامب الرئاسية.