رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

نجح ترامب فى أن يثبت أنه الرئيس المميز بكل ما هو نشاز. وجاءت قراراته ومواقفه لتتناغم مع هذا، فرأيناه يقدم عرضاً بالحوار مع إيران على أمل أن يتم من خلاله التوصل إلى اتفاق نووى جديد عوضاً عن الاتفاق الذى أبرم فى يوليه 2015، والذى بادر وانسحب منه بشكل أحادى فى الثامن من مايو الماضى رغم معارضة الدول التى شاركته فى التوقيع عليه وهى روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.

غدا ترامب يتطلع إلى اتفاق جديد بنكهة تتناسب وتطلعاته بحيث يشمل مشروع الصاروخ البالستى ويشمل وعداً من إيران بعدم التدخل فى دول المنطقة. بيد أن الطرح لم تقبل به إيران، حيث طالب مسئولوها بعودة أمريكا إلى الاتفاق النووى الذى انسحب منه ترامب احتراماً لقواعد وأعراف المعاهدات الدولية.

ولا شك أن إيران قد وقر لديها أن الحوار مع إدارة ترامب سيكون معقداً وبدون أى جدوى نظراً للعلاقات المنهارة بين الدولتين، وقبل ذلك نظراً للسياسة الأمريكية فى المنطقة والتى ترتكز على الهيمنة وخرق سيادة الدول ومحاربة استقلالية القرار لديها. هذا بالإضافة إلى وجود فواصل بين الدولتين تجعل من الحوار بينهما أمراً مستعصياً، ويكفى التباين بين الدولتين فى المواقف حيال قضايا المنطقة. ولعل أبرزها موقف إيران الثابت تجاه القضية الفلسطينية والتزاماتها حيالها، فهو موقف يحول دون اللقاء مع أمريكا التى تتآمر على القضية لصالح إسرائيل. ثم يأتى اتهام أمريكا لإيران بتوسيع نفوذها وأطماعها فى المنطقة وهو اتهام لا يستند على ركائز حقيقية.

بل على العكس فإيران ليست توسعية كتركيا العثمانية على سبيل المثال، كما أن إيران ليست كالولايات المتحدة التى عودت العالم على أن تنفرد بقرارات تقفز بها فوق رأس الاتفاقيات الدولية لا سيما فى ظل سياسة ترامب وثقافة المقاول التى يتبناها وتلويحاته وضجيجه السياسى.

إن أى حوار بناء لابد أن تكون له أرضية يرتكز عليها يتوافق عليها الطرفان، وعليه ولكى يكون هناك جوار حقيقى بين أمريكا وايران لابد أن يتنازل ترامب عن كل الموانع التى تحول دون عقد الحوار ويتصدرها السياسة التى ترتكز على الهيمنة وعلى اتخاذ قرارات تتناغم وما تريده إسرائيل مثل إعلانه الصادم فى السادس من ديسمبر الماضى بأن القدس هى العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل وما تلا ذلك من قراره القاضى بنقل سفارة بلاده إلى القدس.

على ترامب الذى يلعب دور مجنون البيت الأبيض أن يفهم بأنه لم تعد هناك إمكانية لتفرد أمريكا بالعالم، وعليه أن يفهم أن انسحابه من الاتفاق النووى مع ايران- وهو اتفاق دولى وليس ثنائيا- قد أثبت أنه لا يمكن أن يكون موضع ثقة تحت أى ظرف. وبالتالى عليه إصلاح الاعتوار بالعودة إلى الاتفاق النووى الذى انسحب منه كى يفتح الطريق لأى حوار بناء مع إيران.