رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

إننا نعزى أنفسنا فى رثاء المرحوم المستشار حسن كمال الدين مصطفى سرى نائب رئيس مجلس الدولة الذى وافته المنية عن عمر يناهز 66 عاماً، حيث انتقل للرفيق الأعلى منذ يومين إثر تعرضه لذبحة صدرية حادة.

إن المستشار حسن كمال الدين من مواليد 17 يونيه 1952 وكان ميلاده متزامناً قبل ثورة يوليو 1952 بسبعة وثلاثين يوماً تقريباً وهو دفعة 1975 وقد التحق بمجلس الدولة فى 3 أغسطس 1980، وقد كان المرحوم المستشار حسن كمال الدين يمتاز على مدار حياته القضائية بأنقى ابتسامة فى تاريخ القضاء المصرى، وقد رحل عن عالمنا ولن تفارقنا بشاشته التى لازمته، وعلو مكانته، وسمو خصاله وعظيم رقته، وقد تحول بابتسامته الساحرة إلى رمز نعتز ونفخر بفلسفته وثاقب رؤيته.

وكم كان الشعور بالراحة والاطمئنان عندما تقابله بابتسامته البشوشة! حتى ولو كان غاضباً منك تراه يبتسم فى وجهك، فيشعرك ذلك بالسعادة وأنت تبتسم فى وجه زملائك وأصدقائك من عناء العمل القضائى المضنى، وتشعر وكأن الشفاء يسرى فى جسدك، فالابتسامة لها فعل السحر فى العقول والنفوس أيضاً، ونظراً لأن  الابتسامة والبشاشة من الصفات الأخلاقية العامة التى تلازم الفرد فى أى مكان عمل لحسن التعامل مع الآخرين وإدخال السعادة إلى نفوسهم، ينشده وهى نوع من فن التعامل لا غناء عنه للتعامل مع الرؤساء والمرؤوسين لتحقق الرضاء الوظيفى العام، وبغيره يحل السخط العام ونظرات الريبة التى سرعان ما تتحول بعد مرور الزمن الذى يمضى مسرعاً إلى نكران المعروف بين الناس، فالتجهم والعبوس يقيم الحواجز بينك وبين الآخرين، ولذلك عليك أن تتعلم كيف تسيطر على أفكارك ومشاعرك، ليكون عبوسك حينئذٍ مقصوداً ومتحكماً فيه، ويؤدى رسالة محددة فى وقتها المناسب، وهو ما جعل الابتسامة علماً يدرس وفناً يمارس لتحسين العلاقات الاجتماعية بين الزملاء.

وهنا أقول إن حب الدنيا وحب المال والبنون أمر فطرى، قد ارتكز فى نفوس البشر، ولعلم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بطبيعة النفوس البشرية وميولها لم يتعجب من صنيعها، بل تبسم إذا رآها فى لحظة تفرح بخير الدنيا إذا أقبل، لكنه يجب ألا تشغلنا البشاشة عن الجميع من غير أموالنا وأبنائنا، رحم الله الخلوق المبتسم صاحب أجمل بشاشة أخى وزميلى طيب القلب نقى السريرة حسن كمال الدين جزاء ما قدم لمجلس الدولة من عمل جليل فى محراب العدالة وأسكنه فسيح جناته.

نائب رئيس مجلس الدولة