رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

كل منا له تاريخ، يصنعه ويغزله بأنامله وبأفعاله، وتصرفاته، ليكشف عن شخصيته، واتجاهاته وميوله وتكوينه..

هناك شخصيات عندما تظهر على أى ساحة سواء سياسية أو فنية أو اجتماعية أو رياضية تثير جدلاً واسعاً، ليس له محل من الإعراب سوى أنه ذو شخصية مختلفة، شخصية تعلن عن نفسها بقوة..

لا أريد أن أطيل فى ملامح الشخصيات المتفردة والقوية التى تسطع على الساحتين العالمية والعربية، فهناك نماذج كثيرة، ومنها تركى آل الشيخ «36 عاماً»، فمنذ أن ظهر على الساحة الرياضية المصرية، وأصبح محوراً للجدل، فقد دعَّم النادى الأهلى العريق بمبلغ 260 مليون جنيه، وليس هذا من أجل عيون فلان أو علان، ولكن هناك فى الرياضة العالمية وعالم البيزنس ما يسمى «الاستثمار الرياضى»، وقد استثمر عدد من الأثرياء العرب فى هذا المضمار، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ منصور بن زايد الذى اشترى نادى مانشستر سيتى فى عام 2009، ولم تقم الدنيا عليه، ولم يغضب الشعب الإنجليزى أو محبو فريق مانشستر، واشترى رجل الأعمال المصرى ماجد سامى، فريق ليرس البلجيكى... إذن هذا الاستثمار الرياضى مثله مثل الاستثمار العقارى، والسياحى وغيرهما من الاستثمارات..

فلمَ الخوف من رجل له تاريخ رياضى حافل فى أن يستثمر أمواله فى الرياضة المصرية، ويستطيع أن يصل بأى فريق حتى لو كان من فرق الساحة الشعبية أو نادياً من الدرجة العشرين إلى أعلى المستويات، وهذا ليس مستغرباً من تركى آل الشيخ، فقد شغل منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بالمملكة العربية السعودية، وشغل أيضاً منصباً كبيراً فى الديوان الملكى السعودى كمستشار برتبة وزير، ورئيس للجنة الأولمبية السعودية، ورئيس الاتحاد الرياضى للتضامن الإسلامى، ورئيس الاتحاد العربى لكرة القدم وحاصل على بكالوريوس العلوم الأمنية من كلية الملك فهد الأمنية، وعمل بوزارة الداخلية السعودية.

الأهم فى شخصية تركى آل الشيخ أنه رجل عسكرى جاد، وحين شغل هذه المناصب الرفيعة كان النجاح حليفه دائماً.

وقد استعان به الكابتن محمود الخطيب فى انتخابات النادى الأهلى الأخيرة، وأنفق رقماً كبيراً على الانتخابات من أجل قائمة الخطيب، والتى حالفها النجاح، ما أثار حفيظة البعض، وحدث ما حدث من أزمة بين الخطيب وتركى آل الشيخ ـ ليس هذا مجالنا ـ وأعود إلى هذه الشخصية الجدلية الرياضية، فقد أصر تركى، أن يستثمر أمواله فى الرياضة كما يستثمرها فى الإعلام فاشترى نادى الأسيوطى، وحوله إلى نادى بيراميدز، ولم يبخل الشيخ تركى على النادى فقد أنفق أكثر من 65 مليون دولار على اللاعبين فى السنة الأولى وأعتقد أن خطة تركى فى الاستثمار الرياضى والإعلامى تتوسع بشكل كبير جداً على غرار رجال الأعمال العرب، وخاصة الشيخ منصور بن زايد، أكبر المستثمرين العرب فى مجال الرياضة..

إذن لماذا هذه الضجة غير المبررة والهجوم الكاسح على مستثمر عربى جاء بأمواله ليستثمرها فى مصر مثل أى رجل أعمال يأتى بأمواله وشركاته ومصانعه ليسهم فى الاقتصاد المصرى؟! ويقف الرئيس عبدالفتاح السيسى مدافعاً، ويعطى توجيهاته، ويؤكد على تذليل العقبات والاهتمام بأى مستثمر فى جميع النواحى الاستثمارية، وقد وصل الأمر إلى تطبيق أفضل النظم العالمية لتسهيل الأمر أمام رجل الأعمال بحيث يستطيع أن ينشئ شركته أو مشروعه فى 24 ساعة.

وأعود إلى رجل الأعمال تركى آل الشيخ، وكيف قرر أن يستثمر أمواله فى مصر سواء على المستوى الرياضى أو الإعلامى ـ وأعلم يقيناً أن كتاباتى فى هذا الشأن قد تجلب الكثير من اللغط، ولكن هذه قناعاتى الشخصية كما لك قناعات فى أن تعترض.

رغم أن تركى يعرف كما يعرف الكثيرون من المستثمرين العرب أن استثماراته خارج وطنه قد تجلب عليه القيل والقال، لكنَّ الرجل أصر أن يوجه جزءاً من استثماراته فى بلده الشقيق مصر، ويعتبر هذا ديناً عليه نحو بلده الثانى، كما فعل الأمير الوليد بن طلال تجاه مصر.

فهل من المعقول أن نواجه المستثمر، أى مستثمر، بهذا الشكل من عدم الاهتمام ونهاجمه على «السوشيال ميديا»؛ لأننا لم نتفق معه أو بمجرد أنه مستثمر عربى..

إن الشيخ تركى آل الشيخ لا يستحق منا إلا أن نكرمه بكرم العرب والأخوة، ونفتح له أبواب الاستثمار على مصراعيها، ونذلل له جميع العقبات كما نفعل مع جميع المستثمرين الأجانب.

وأعتقد أن مثل تركى آل الشيخ لو ذهب بأمواله إلى دولة أخرى، ولتكن تركيا مثلاً ستفتح له هناك جميع أبواب الاستثمار، ويذللون له أى مشكلة قد تصادفه من أجل أن يدفع بأمواله إلى تركيا..

ومن هنا أقول لنفسى أولاً وإلى كل من يخالفنا الرأى رفقاً بمصر.. رفقاً بالمستثمرين فإن مصر تحتاج إلى كل دولار؛ حتى تستعيد مصر قوتها الاقتصادية، ونعيد تشغيل المصانع وننشئ مصانع وشركات جديدة، ونطور البنية التحتية، ونعيد هيكلة الدولة.. حتى تعود مصر كما كانت فى السابق.

[email protected]