عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

وقفت الطفلة الصغيرة فى منتصف ساحة المحكمة، وصرخت بصوت مكتوم ودموع جافة أبت أن تساعدها فى تخفيف آلامها، سيدى القاضى اسمعنى.. فأنا الطرف الضعيف بل الأصيل فى هذه القضية التى لا أعرف رقمها فى سجل قضايا النسب، ولكن متأكدة أنها لن تكون الأخيرة.

اسمى ديالا –حتى الآن لا أستطيع تكملته- هل تعرف معناه سيدى القاضى، هو من الأسماء الجميلة، ويشير لعدّة معانٍ كالرائحة الزكية، والوردة الجميلة، ويشير أيضاً إلى نهر ديلى فى العراق ويقال إن الاسم اشتقّ من هذا النهر، وهو من روافد نهر دجلة، وتشير بعض المراجع الأجنبية إلى أن ديالا هو اسم زهرة جميلة، وله معنى آخر وهو الأرض الخضراء المرتفعة وأيضاً أرض البرتقال، معذرة فى الإطالة، ولكنها تحمل معاني  كثيرة، فأنا لا أشعر الآن بشىء مما سبق، فقد قدمت إلى حياتكم فى ظروف لا تتمناها أى طفلة فى أى مكان فى العالم، وأول ظهور لى كان فى مواقع التواصل الاجتماعى من خلال «بوست» لوالدتى تخبر الجميع بزيارتى لمعرض والدى، الخبر الذى أقام الدنيا ولم يقعدها حتى الآن، انقسم الناس من حولى، كال بعضهم الاتهامات إلى والدتى، وانتفض البعض الآخر للدفاع عنها، فى الوقت الذى أبحث فيه عن شهادة ميلاد -أبسط حقوقى- صممت أذنى عن هؤلاء وأولئك فما يعنينى هو مستقبلى القابع تحت حزمة الأوراق التى تحت يديك، وربما أوراق أخرى تضم إلى ملف القضية.

سيدى القاضى.. ما ذنبى فى خلافات بين رجل وامراة، يرفض الأول الاعتراف بى، وتصر الثانية على أبوته لى، أليس من حقى العيش بسلام فى أسرة تعترف بى، بل وتسعد بقدومى لأننى نعمة ورزق من المولى عز وجل، أنا لا ألوم أحدا، ولن أبحث عن مكان فى هذه الحياة التى لم أبدأها بعد –بصورة رسمية تضمن لى حقوقى- وأتساءل بمنتهى الهدوء: لماذا أكون مادة شيقة لوسائل الإعلام بمختلف أنواعها، فيذكر اسمى صباح مساء، بين مؤيد ومعارض ومحلل ومتفلسف، لماذا يكون اسمى «هاشتاج» -بدعوة من بعضهم- بزعم دعم قضيتى والدفاع عن حقوقى- دون مراعاة لمشاعرى وأحاسيسى كطفلة تتحسس طريقها إلى المستقبل الذى لا يعلمه إلا الله، لماذا تخلو قوانينكم من حلول لقضيتى وقضايا سابقة، وأخرى لاحقة بالتأكيد، دون «مرمطة المحاكم» و«دوخة معامل التحليل» و«جرجرة شهود الإثبات والنفى» والفضيحة المجانية التى تلوكها الألسنة دون شفقة أو رحمة.

سيدى القاضى.. أنا لا أملى عليكم شيئاً –لا سمح الله- فرغم أننى طفلة، أعرف العدالة العمياء التى لا تفرق بين الأطراف، ولا ترى إلا الحقيقة التى لا أطلب غيرها، ولكن طلبى الوحيد أن تكون ناجزة حاسمة كاشفة، ويتطلب ذلك ما يساعدكم من قوانين تختصر الوقت، وتوفر الجهد، وقبل ذلك تردع من تسول له نفسه أن يكرر نفس القصة، حتى لا نعود إلى النقطة الأولى، وتخرج عليكم طفلة غيرى تردد نفس الكلمات، وتطلب منكم ما طلبته.

سيدى القاضى.. هذا ما استطعت أن أعبر عنه -فأنا طفلة كما ترى- ولكن يكفينى شرفاً أننى رفضت الصمت والرضوخ لمجتمع يحتاج إلى منظومة أخلاق جديدة، قد تكون كلماتى بداية الإصلاح.. ادعوا الله معى.

 

[email protected]