رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ع الهامش

ساعات قليلة وتنطلق أفواج الحجيج صوب الأراضى المقدسة لأداء فريضة الحج الركن الخامس فى الإسلام، كل يطمع فى عفو ومغفرة وتوبة عن الذنوب من الله, ومع كل المشاعر الروحانية التى تحيط بالرحلة والمشاكل التى أصبحت مألوفة لدينا بداية من جهل البعض بكيفية أداء المناسك، فللأسف وسائل الإعلام لا تبث الأفلام والبرامج الإرشادية إلا بعد سفر الحجيج إلى الأراضى المقدسة!

مروراً بالنصب الذى يتعرض له البعض ممن يدعون أنهم وكلاء شركات سياحة وانتهاء بما تفعله البعثات الرسمية خلال أداء الفريضة الذى لا تعرف عنه سوى إحصاء أعداد الوفيات أو المصابين فى حالات الحوادث.

من أكرمه الله بأداء فريضة الحج يلحظ مدى الانضباط الذى يتحلى به معظم حجاج دول جنوب شرق آسيا وهذا طبعاً نتيجة إعداد جيد للحجاج, فعلى سبيل المثال يدفع المواطن  الماليزى جزءاً من راتبة فى سهم الحج لدى مؤسسة مختصة حتى يبلغ ما دفعه المواطن ما يوازى تكاليف رحلة الحج ويتم إخطاره قبل موعد أداء الفريضة بعام وخلاله تقوم المؤسسة بعمل مجسمات للمناسك حتى يتدرب عليها الحاج قبل سفرة بأشهر.

على الجانب الآخر نظل نحن ندور فى دائرة مفرغة وكأن موعد الحج أتى فجأة فالموسم لدينا تمت تفرقة دمائه بين الداخلية فيما يعرف بحج القرعة والتضامن الاجتماعى أو ما يعرف (بحج الجمعيات) وأخيراً (الحج السياحى)، وهو ما يتركز فيه أغلب المشاكل فمن لم يصبه الحظ فى القرعة يتجه صوب الحج السياحى الذى تشرف عليه وزارة السياحة رمزياً والذى لا يخلو موسم من وقوع ضحايا لتأشيرات مزورة أو بيع التأشيرة من تلك الشركات بأرقام خرافية.

قبل سنوات كان هناك اتجاه لإنشاء مؤسسة لإدارة شئون الحج والعمرة واستبشرنا خيراً، إلا أن هناك من ساءه أن ينتهى استغلال من يحب تأدية هذا الفرض الدينى دون أن يتم استغلاله قبل أن يفوز بتأشيرة الحج أو بعد سفرة حينما لا يجد ما دفع من أجله المبالغ الكبيرة مقابل توفيرها, يفاجأ أن أماكن الإقامة أو التنقلات غير لائقة بينما يرى مدى الرعاية لحجاج الدول الأخرى.

فلماذا لا نبحث عن إقامة نموذج حديث يليق بنا لأداء الحج؟ أشقاؤنا السودانيون أنشأوا إدارة للحج والعمرة وجعلوا التقديم للحج إلكترونياً وإجراء قرعة علنية وسداد التكاليف إلكترونياً.

ومنذ غرق العبارة السلام فى 2006 توقف الحج عبر ميناء السويس الذى كان يطلق عليه (عتبه الحجاز) وكذلك ميناء سفاجا. فهل فشلنا فى تدبير عبارات بعد خروج ممدوح إسماعيل؟ أليست هناك جدوى اقتصادية لذلك الخط الملاحى. أليس من الأفضل أن تكون هناك هيئة دائمة منوط بها هذا التنظيم؟

تلك المؤسسة سوف تتراكم لديها الخبرات للوصول لأفضل خدمات للحاج، ومنع سقوط ضحايا للنصابين أو ظاهرة بيع التأشيرات من خلال شركات السياحة. هل سنتقدم؟ أم أن الاستقرار يعنى الاستمرار؟.. الله أعلم.

[email protected]