عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تصدرت أنباء المونديال جميع الأنباء، وأفردت لها صفحات كاملة فى الصحف إلى جانب التليفزيون الذى لم يكتف ببث الأخبار على القنوات الرياضية، بل جاوز ذلك بالبث فى قنوات بعيدة كل البعد عن الرياضة. ولقد تخللت الأنباء المبادرات المتناقضة والحوارات الساخنة والتعقيبات الرنانة التى تجاوزت الساعات. والعجيب أن وسط هذه الضجة، كانت تقام مسابقات أخرى فى إسبانيا لألعاب رياضية يشارك فيها رعيل ضخم من «دول المتوسط»، دول رفيعة المستوى، تجمعت فى مهرجان دولى أطلق عليه دورة المتوسط. فيها رياضة جماعية كاليد والطائرة، وأخرى فردية يحتار الإنسان فى عددها: منها رفع الأثقال والمصارعة والتايكوندو... إلخ. ألعاب تحيى الرياضة وتمثلها أبلغ تمثيل، ورغماً عن ذلك فإن هذه المسابقات لم تحظ لشدة الأسف بأهمية إعلامية تناطح لعبة واحدة هى «كرة القدم»، ولم نكن نقرأ عنها إلا بضعة سطور، قد تتذيل صفحات فى الجرائد. أو تقال عرضاً كخبر عارض على الشاشات الصغيرة دون حماس صادر من القلب، مع أنها كانت فخراً لمصر، ومسرحاً لجهابذة مصريين تفوقوا على دول لها مقامها الفريد فى العالم، فـ«فريدة عثمان» كانت بطلة فازت فى السباحة مرتين وحازت على الميداليات الذهبية على اثنين. وغيرها وغيرها فازوا بالميداليات التى بلغت خمس وأربعين. فى الوقت الذى لاقينا فيها الهزيمة الموجعة فى كرة القدم وفشلنا لا فى إحراز الكؤوس، ولكن فى دخول المسابقات من بدايتها. صورة تجعلنا نعيد النظر فى مسيرتنا الرياضية، ونتجه إلى الإعلام الجاد، والرعاية الرفيعة لما نجحنا فيه من ألعاب، حتى نحيى الرياضة الشاملة ونمنحها حقها من جهد ومال، ولعل الاحتفال الذى أقامته الدولة للأبطال بعد فوزهم هذا يعقبه المزيد من الاهتمام.

ومما لفت الأنظار أيضاً فى مجال المونديال أنه لم يكن هناك تناحر أو إقبال طاغٍ للحصول على استضافة المونديالات القادمة بدءاً من فعاليات 2026، ووجدنا شراكات تكونت لتساعد بعضها فى الاستضافة، وقامت أمريكا التى هى أمريكا بدعوة كندا والمكسيك للقيام بهذا الأمر، وذلك بعد ما تبين جلياً أن هذه الاستضافة لن تؤدى إلى ما تحبو إليه الدول من مكاسب. فصحيح أن المشجعين قد يملأون الشوارع بما قد يشير إلى نهضة سياحية سوف تعم، بما فيها من رواج تجارة ومشتريات، وما تحويه من إقامة فى فنادق ولوازم هذه الإقامة، ولكن هذه الحقيقة تبين أنها غير مؤكدة، ففى المونديال الماضى مثلاً أنفقت البرازيل فى الاستضافة 14 ملياراً من الدولارات. وكانت النتيجة أنها لم تجن من وراء ذلك شيئاً، أو على الأقل لم تجن ما كانت تتوقعه، مما جعل احتجاجات مواطنيها تتوالى خاصة أن طعامهم وشرابهم وباقى احتياجاتهم قد ازدادت عما كانت عليه. وطبعاً ذلك راجع إلى زيادة تكاليف الاستضافة زيادة فائقة، فالمباريات التى تتخللها تحتاج إلى ملاعب لا تقل عن 10، والواحد منها كالذى لعبت فيه مصر فى بطرسبرج لا يقل إنشاؤه عن 750 مليوناً من الجنيهات الإسترلينية (لا دولارات)، هذا بخلاف البنية الأساسية التى تحتاج إلى توسيع وتطوير، بل وإلى إنشاء الجديد من طرق ووسائل انتقال وفنادق لا يقل استيعابها عن 100 ألف من الناس فى المدينة الواحدة. وهكذا يتبين أن للاستضافة هاجساً فيها خسارة أكثر فيه من مكسب. ولتشبع إذن الدول التى تتهافت عليها وتبذل من أجلها الرشاوى، وتفقد من أجلها ماء الوجه الذى يحط من قيمتها وشرفها، كما فعلت إحدى الكائنات العربية، ولنرقب ما تأتى به الأيام فى الاستضافة، وما قد يدفع الدول إلى الشراكة فيها بأربع أو خمس دول، وليس بثلاث كالذى سيحدث فى مونديال 2026.

 

الأستاذ بطب بنها