رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بعد بضعة شهور من ابتكار البث الإذاعى فى أوروبا بدأ هذا الابتكار الجديد يظهر فى مصر، واستخدم هذا البث الإذاعى أصحاب المحلات التجارية للدعاية لمنتجاتهم، وانتشر هذا الابتكار بسرعة فبدأ بعض أصحاب الدكاكين الصغيرة نسبياً فى استخدام البث الإذاعى، ليس فقط فى الترويج للسلع التى يبيعونها ولكن لتشويه المنافسين، وتطور الأمر إلى حد استخدام هذا البث الإذاعى فى تبادل السباب والشتائم بين أصحاب الدكاكين.

وفى الحادى والثلاثين من مايو عام 1934 قررت الحكومة المصرية إلغاء هذا العبث الإذاعى وتم إغلاق دكاكين الإذاعات الخاصة وبدأ بث الإذاعة الرسمية للحكومة المصرية، ومنذ ذلك التاريخ التزمت الإذاعة المصرية بالمعايير المهنية التى استقرت فى مجال النشاط الإعلامى.

المؤسف أن بعض مالكى القنوات الفضائية الخاصة فى مصر - بعد قرن من الزمان - يتصرفون بنفس الأسلوب الذى كانت تستخدمه «دكاكين الإعلام»، هذا الأسلوب الذى تدينه المواثيق الإعلامية التى تنظم نشاط مهنة الإعلام.

من أبرز هذه المواثيق والقواعد فصل الملكية تماماً عن إدارة المحتوى الإعلامى، ومنح المختلفين فرصاً متساوية ليشرح كل منهم وجهة نظره بحرية تامة، والإخلال بهذه القواعد المستقرة يمثل إخلالاً خطيراً بالقيم التى تلتزم بها أية وسيلة إعلامية.

فى الأسبوع الماضى أشرت إلى ممارسات قناة «القاهرة والناس» وكيف استخدم مالك القناة هذه القناة لمهاجمة الأستاذ وحيد حامد لأنه نشر موضوعات تتضمن اتهامات لإدارة مستشفى 57357 بإهدار أموال التبرعات، وظلت القناة تبث هجومها على الأستاذ وحيد حامد دون أن تمنحه الفرصة ليقوم بالرد على هذه الاتهامات التزاماً بالقواعد المهنية.

وهذا الأسبوع أضافت القناة «القاهرة والناس» ممارستها التى تهدر كل القواعد المهنية بنشر ما أسمته بياناً هاجمت فيه الدكتور خالد منتصر لأن الدكتور خالد نشر نقداً لإحدى حلقات برنامج تقدمه هذه القناة استضافت مقدمة البرنامج فى الحلقة أحد رموز التكفير.

ويوم الثلاثاء الماضى نشر مالك قناة «القاهرة والناس» هجوماً على الدكتور خالد منتصر على صفحات «المصرى اليوم».. من حق الأستاذ طارق نور صاحب شركات الإعلان وصاحب قناة «القاهرة والناس» أن يعرض ما يشاء من إعلانات على شاشة قناته، ومن حقه أيضاً أن يدافع عن الجهات التى تعرض الإعلان عن نشاطها على قناته.

ولكن ليس من حق الأستاذ طارق نور استخدام شاشات القناة التى يملكها فى مهاجمة من ينتقد برامج القناة دون أن يمنح من انتقد البرامج فرصة متكافئة لشرح وجهة نظره، وليس من حقه مهاجمة كاتب له مقامه مثل الأستاذ وحيد حامد لأنه نشر ما رآه خللاً فى إدارة مؤسسة تحصل منها شركات طارق نور للإعلان على الملايين نظير بث هذه الإعلانات أو إنتاجها، دون أن تخصص للأستاذ وحيد مساحة زمنية مماثلة للمساحات الزمنية التى استخدمها على شاشات قنواته لمهاجمته، أو مهاجمة قامة ثقافية تنويرية مثل الدكتور خالد منتصر دون منحه حق الرد على نفس القناة وبنفس المدة الزمنية.

أما استخدام الأستاذ طارق نور لقنواته فى مهاجمة خصومه فهذا تصرف تدينه بقوة المؤسسات المعنية بتنظيم الإعلام والتى تتولى محاسبة القنوات التى تخالف القواعد المهنية.

من هنا أتوجه بالسؤال للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام متسائلاً: هل سيتحرك لحماية مهنة الإعلام من عدوان صارخ أم أن البعض على رأسه ريشة فلا يستطيع المجلس أن يقترب منه؟!.. وفى هذه الحالة تعود بقوة منظومة «دكاكين الإعلام» التى عرفتها مصر منذ قرن من الزمان؟