رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

يأتى انعقاد قمة هلسنكى بين ترامب وبوتين غدا فى أعقاب التغيير الذى طرأ مؤخرا على العلاقات الروسية الأمريكية وتمثل فى تحركات أمريكا الأخيرة تجاه روسيا والتى كانت بمثابة بداية جادة نحو تحسين العلاقات رأينا بوادرها فى دعوة ترامب لضرورة عودة روسيا إلى مجموعة الثمانية الكبار، وتصريحات «بومبيو» وزير الخارجية الأمريكى من أن حضور روسيا كطرف فى النقاشات الجيوسياسية المهمة هو أمر لا مفر منه، بل وتأكيده ضرورة عودتها دون أن يربط ذلك بإعادة القرم. ثم وجدنا زيارة «جون بولتون» مستشار الأمن القومى الأمريكى إلى موسكو ولقاءه بالرئيس «بوتين» فى نهاية الشهر الماضى. ولهذا يتوقع أن تشكل القمة إنجازا فى حد ذاتها وأن يكون هناك قبول من الجانبين بتقديم التنازلات المتبادلة. ومنها أن يسلم ترامب بمصالح روسيا فى سوريا ويقبل بخروج قواته من هناك مقابل كبح روسيا لإيران ومنعها من إقامة قواعد إيرانية على الأرض السورية. وكانت الواشنطن بوست قد أشارت إلى أن اتفاقاً غير معلن جرى التوافق حوله بين روسيا وأمريكا وإسرائيل يقضى بالاعتراف ببقاء الأسد رئيساً لسوريا مقابل أن تضمن روسيا الحد من النفوذ الإيرانى بها.

أما مسألة أوكرانيا فإن ترامب لا يوليها أهمية ولا يربط بينها وبين تحسين العلاقات مع روسيا وأكد ترامب هذا عندما قال فى لقائه مع «ميركل» من أن الأزمة الأوكرانية هى مسئولية الاتحاد الأوروبى. أما الناطق الرسمى للكرملين فأوضح نقلا عن بوتين استعداد روسيا للمضى فى تطوير العلاقات مع أمريكا بنفس الدرجة التى توليها أمريكا حيال تحسين العلاقات معها. ولهذا يتوقع أن ينجح الاجتماع بين الرئيسين فى ترسيم حدود معينة بينهما مع الأخذ فى الاعتبار بأن روسيا اليوم تعد لاعباً محورياً على خريطة القوى الجيوسياسية وهو ما تقر به أمريكا. وينتظر أن تتناول المباحثات عدداً من الموضوعات المتعلقة بالأمن القومى والأوضاع فى سوريا تحديداً وشبه الجزيرة الكورية والبرنامج النووى.

ما ظهر حتى الآن أن ترامب حريص على تحسين العلاقات مع روسيا حيث أطلق الوعود حول عزمه على ذلك ومواصلة الحوار مع بوتين. وهو ما حدا بمسئولى البنتاجون إلى أن تساورهم المخاوف حيال استعداد ترامب للقبول بالنفوذ الروسى المتعاظم فى سوريا والتنازل عن المكاسب الأمريكية. غير أن جون بولتون حاول التخفيف من المخاوف عندما استبق انعقاد القمة ليؤكد بأنها لن تحقق انجازات جذرية فى العلاقات بين الدولتين وأن ترامب لن يقدم أى تنازلات لموسكو فى مجال السياسة الخارجية، وأوضح أن الدولتين تختلفان فى الكثير من الأمور، وأقر بأن موسكو لا تسعى إلى مواجهة أمريكا بل تقترح مناقشة ما يمكن أن يساعد على استئناف العلاقات بين الدولتين اعتمادا على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل. إنها القمة التى سيثبت بوتين فيها براعته فى أداء دوره والذى بسببه أصبحت روسيا صمام الأمان الإقليمى الذى لا غنى عنه.