رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

يتمنى المرء اليوم قبل الغد وقف هذه الحرب الطاحنة التى تدور فى اليمن بعد أن دخلت عاصفة الحزم عامها الرابع منذ أن بدأت فى السادس والعشرين من مارس 2015 والتى لم تلبث أن تحولت إلى عاصفة الهدم لدولة اليمن. لقد بادرت الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بالتحذير من عواقب ما يحدث فى اليمن فيما إذا استمرت المعارك. ورأينا مؤخرًا «هنريتا فور» المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بعد أن قامت بزيارة اليمن تحذر من استمرار المعارك التى أودت بحياة 2200 طفل وجرح 3400 وقالت: (من الممكن أن تكون الأرقام الفعلية أكبر من ذلك، وأنه لا يمكن تبرير هذه المذبحة، لقد رأيت ما أمكن لثلاث سنوات من الحرب المستعرة أن تفعله بالأطفال، فلقد أخرجوا من المدارس وأجبروا على القتال وجوعوا وهلكوا بفعل أمراض لا يمكن الوقاية منها). وحذرت من أن 11 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة. إنها المعركة التى بدأت مقدماتها فى عام 2014 عندما شهدت اليمن حرباً بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة المعترف بها. ولم تلبث أن تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عربى بعدما تمكن المتمردون من السيطرة على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء، وأدى النزاع منذ حملة عاصفة الحزم إلى مقتل عشرة آلاف شخص فى ظل أزمة إنسانية اعتبرتها الأمم المتحدة الأسوأ فى العالم حالياً.

الجدير بالذكر أن اليونيسيف كانت قد أعلنت فى يناير الماضى أن أكثر من ألف وخمسمائة مدرسة قد تضررت بسبب الغارات الجوية وبفعل القصف. ودفع النزاع منذ تدخل السعودية نحو نصف مليون طفل يمنى إلى ترك الدراسة. معطيات مؤسفة كلها نتاج هذه الحرب الضروس التى لا يعلم أحد متى تنتهى ليسدل الستار على أفدح مأساة وقع اليمن فى براثنها ولا يملك فكاكاً منها حتى الآن. وهى الحرب التى حولته إلى يمن تعيس وسط الدمار والخراب وسقوط القتلى والجوع والتشرد والأمراض والأوبئة وتتصدرها الكوليرا. واليوم ومنذ 13 يونيه الماضى تدور فى اليمن معركة كبرى فى الساحل الغربى، حيث تشن القوات الموالية للحكومة بدعم من التحالف عملية عسكرية تهدف للسيطرة على مدينة الحديدة التى تضم ميناء رئيسياً تدخل عبره غالبية المساعدات والمواد الغذائية الموجهة إلى ملايين السكان. لقد اشتدت الحاجة إلى إرساء السلام فى الحديدة كما هى الحال فى سائر اليمن أكثر من أى وقت مضى. ويجب على أطراف النزاع وعلى الجهات المؤثرة تأييد الجهود الدبلوماسية لمنع تفاقم الأوضاع، وأن يعاودوا التفاوض على إحلال السلام لا سيما بعد أن فشلت العمليات حتى الآن فى السيطرة على الميناء وهو إحدى أهم المناطق الاستراتيجية رغم القصف الجوى الذى لم ينقطع على مدار الساعة والحصار البرى والبحرى المطبق.

إننى أهيب بعاهل السعودية أن يبادر بحكمته وحنكته إلى وقف هذه الحرب التى لم تخلف إلا الدمار على المستوى البشرى والمادى لليمن ولم تحقق أياً من أهدافها السياسية. من الأهمية بمكان إعادة الحسابات تجنباً لإراقة المزيد من الدماء.