رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى السنوات الأخيرة، اقترن الإرهاب وإثارة الفوضى فى فرنسا بكل ما هو عربى، لذلك ما حدث مؤخراً من فرار رضوان فايد من سجن «ريو» المركزى الواقع فى منطقة «سينى مارن» فى الضاحية الباريسية هو فصل من فصول عدة فى مسلسل الفرنسيين من أصل عربى وفرنسا، خاصة أن اللغة العربيّة تشغل المرتبة الثالثة، من بين اللغات التى طعّمت الفرنسية، لذلك رأى جون بريفو إحلال عبارة «أجدادنا العرب» محل «أجدادنا الغاليّين»، فالعربيّة فى فرنسا فى عقر دارها.

والعرب غالبيتهم من سكان العاصمة الفرنسية باريس وضواحيها، ومعظمهم ينتمون للجالية المسلمة التى للأسف عاجزة عن فرض نفسها كقوة انتخابية يحسب لها حساب خلال الحملات الانتخابية، رغم أن تعدادها يفوق 8 ملايين، بل على العكس فى أحيان كثيرة يستخدمها بعض المرشحين لحصد أصوات الناخبين عبر مهاجمتها، خاصة فى معسكرى اليمين واليمين المتطرف؛ مع أن هناك نماذج عربية لها مكانتها فى فرنسا، مثل رشيدة داتى السياسية الفرنسية من أصل مغاربى، من أب مغربى وأم جزائرية، وتعتبر أول امرأة من أصل عربى تتولى حقيبة وزارية فى الحكومة الفرنسية وكانت متحدثة باسم نيكولا ساركوزى خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2007، شغلت منصب حارسة أختام الجمهورية ووزيرة العدل فى حكومة فرنسوا فيون الأولى والثانية.

أو هناك يمانويلى بيرت ممثلة فرنسية من أصل مصرى فازت ورُشحت لعدد من الجوائز الدولية، وتُعد أحد أفضل ممثلات فرنسا؛ ورولاند مورينو مخترع فرنسى، وُلد بالقاهرة لأبوين مصريين وهو من اخترع عام 1974 (الميمورى كارد، ومنها اشتق الموبايل سيم كارد). ومارينا سيلفى فواس ممثلة سينمائية ومسرحية فرنسية من أصل مصرى، من أفلامها فيلم «بوليس» عام 2011، والتى فازت عنه بجائزة جولدن جلوب لأحسن ممثلة، وأفضل لاعب كرة قدم عالمى من أصل عربى زين الدين زيدان.

ومع ذلك، علينا أن نعترف بأن فرنسا تعيش بين الحين والآخر حالة من الاضطراب والفوضى وانعدام الأمن فى العديد من المدن بسبب همجية بعض المهاجريين العرب، فرغم تفكيك الحى الفقير الضخم الذى كان يُعرف باسم «أدجال كاليه»، فإنَّ أحياء مماثلة تخرج إلى الوجود كل يوم. ففى شرق باريس، هناك شوارع كاملة غطَّتها ألواح الصفيح المموَّجة والقماش المشمَّع وقطع الخشب المفكَّكة؛ ولا زالت «المناطق المحظورة» فى فرنسا، والتى يبلغ عددها 572 منطقة والتى تسمِّيها الحكومة رسميًا «المناطق الحضرية الحساسة»، آخذة فى النمو وترى أجهزة الاستخبارات أنَّ أعدادًا من الجهاديين قد عادت من الشرق الأوسط مستعدة للعمل، وأنَّ هناك احتمالاً لاندلاع أعمال شغب فى أى مكان وأى وقت، وبأى ذريعة وخاصة أن المعلومات الاستخباراتية أظهرت وجود نحو 900 من «الجهاديين» الفرنسيين الذين يقاتلون فى صفوف «داعش» فى العراق وسوريا، بينما يقتل 100 آخرون فى ليبيا، وبالطبع انتشرت فى الآونة الأخيرة فى فرنسا ما يسمى بالإسلاموفوبيا وهى سبب رئيسى للهجوم على العرب خاصة المسلمين.

وهناك كتاب لمدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية فى باريس، باسكال بونيفاس بعنوان «رجال الإطفاء ومشعلو حرائق»، يتناول الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، يؤكد من خلاله أن بعض الإعلاميين والمثقفين الفرنسيين من الذين يدافعون عن الديمقراطية هم أنفسهم من يغذون هاتين الظاهرتين، ولكنه يشير إلى أن التمييز إزاء العرب والمسلمين كان أقوى فى ثمانينات القرن الماضى، فلقد كان عدد العرب والمسلمين الذين يقتلون فى فرنسا سنويا يزيد على ثلاثين شخصاً، وذلك لدواعٍ عنصرية؛ ومع ذلك العرب والمسلمون يعانون العنصرية والتمييز مقارنة بأكثر من فئات أخرى فى المجتمع الفرنسى.