عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يمضى رمضان كل عام وفيه نصوم نهاره ويتوب المسلمون فيه عن المعاصى ويتجمعون ليتألفوا مع الأهل والإخوان فإذا بلغت أيامه 29 أو 30 يوما أذّن المؤذن بانتهائه وجاء بعده عيد الفطر الذى فرضه الله وسمح فيه بالأكل والشرب ليستعيد الصائم روحه وترتفع معنوياته ويعوض ما تكبده من صبر على الجون والحرمان.

أما العيد الثانى وهو عيد الأضحى المبارك فقد فرضه الله أيضاً وفيه نتذكر دائماً قصة إسماعيل وما فيها من أمر بذبحه تم الاستعاضة عن ذلك بذبح شاة أو جمل مما يدفعنا إلى الطاعة لله كما فعل اسماعيل لما تؤديه هذه الطاعة إلى حسن الختام والنجاة من الشرور.

ولقد ابتدع المسلمون أنفسهم بعد ذلك أعياداً تذكرهم بجزاء الأعمال الصالحة، من هذه الأعياد المولد النبوى ورأس السنة الهجرية ففى هذين اليومين يذكر المسلمون ما بذله الرسول لنشر دعوة الإسلام وما تعرض له من ألوان العذاب على يد الكفار فى مكة ثم هجرته إلى المدينة ليكمل المشوار فى أمان حتى آمن بدعوته الآلاف ثم تبعهم الملايين إلى أن وصلوا هذه الأيام إلى مليار من البشر يبجلون هذه الأيام التى تذكرهم بجهد الرسول وصائمين فى الإثنين من أيام الأسبوع الذى ولد فيه النبى صلوات الله عليه.

ويذكر الناس فى مصر أحداثاً رأوا أن يحتفلوا بها ويتذكروها لما حدث فيها من تضحية وفداء أكدت القوى الرابضة فيهم وقدرتهم على تغيير مجريات التاريخ لصالحهم كثورة 23 يوليو والجلاء الذى حدث بعد ذلك، وحرب اكتوبر فى 1973. ففى الثورة – 1952- انمحت الملكية التى اتهمت بممالأة الاستعمار وحل محلها الجمهورية التى يحكم فيها الشعب بالشعب وينبذ فيها الإقطاع ليحل محله المساواة. وفى الثانية تم جلاء المستعمر وإقصائه عن أرض مصر التى ربض فيها قرابة 73 عاماً كان ينقل فيها خيراتها إلى بلاده, ويبتز أموالها ومصادر رزقها من إيرادات القناة وغيرها. وفى الثالثة الانتصار على قوى عالمية أرادت أن تقتنص أجواء من أرضنا هى سيناء الحبيبة وكبدت هذه القوى ألاف القتلى والجرحى ودمرت أكثر من نصف دباباتها ومعظم قطعها البحرية.

وجاء عيد الأم إلى جانب ذلك فى شهر مارس بناء على إقتراح من صحفى كبير أراد ألا نتخلف عما يجرى فى باقى الدول وكان الغرض تمجيد الأمومة لتسعى سعياً حميداً فى إدارة بيتها وتربية أولادها ورعاية زوجها. ولكن على الرغم من فرحة الأطفال فى هذا العيد وتقديم هدايا وورود لأمهاتهم إلا أن هناك أطفالاً آخرين يصيبهم الأذى فى هذا العيد لحرمانهم من أمهاتهم إما لفقدها أو لغيابها فى ظروف ومناسبات وتعتريهم الكآبة خاصة حين يرون أترابهم يقدمون الهدايا والبشر يعلو وجوههم وتمتلى به نفوسهم.

أما أعياد قدماء المصريين فقد كثرت هى ومناسباتهم وتخللتها البهجة الزائدة وبلغت فى بعض العصور أكثر من ثلث أيام السنة فتتويج الملوك كانت أعياد وميلادهم كان أفراح بل حتى وفاتهم كانت محلاً لعزاء واسع الأرجاء. كذلك كان استقبال فصول السنة وتعاقب الشهور مصحوباً بالتهليلات والتكبيرات ولم يكن ذلك طبعاً فى صالح البلاد بل كان مضعية للوقت ومبدداً للإنتاج المفيد وإن كان أحد هذه الاحتفالات له فضل كبير عليهم ألا وهو الاحتفال بوفاء النيل والتودد لإرضاء هذا النهر برمى عروس خشبية فيه وليست حقيقية كما يزعم بعض المؤرخين قاصدين تزويجها له حتى يزيد فضله فى موسم فيضانه مما يجعل المصريين الآن يبالغون فى تقديره حق قدره ويحافظون عليه ويحمونه من عبث العابثين.

فالأعياد إذن لها أهداف وهى تذكير بالخير وتحفيز للعمل واستئناف لنشاط جديد فلا يجب إذن أن نتغاضى عن إحيائها بفكر راجح وترتيب عاقل مع بشر تمتلئ به النفوس ولا تفسدها أو تخرجها من مفهومها حتى تؤتى أكلها ويعم فضلها.

الأستاذ بطب بنها