رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

إنها القمة التاريخية التى عقدت بين الرئيس الأمريكى ترامب وزعيم كوريا الشمالية كم جونج أون فى الثانى عشر من يونيو الجارى وجاءت كخطوة أولى نحو بناء الثقة بين الطرفين، وهو ما حدا بالبيت الأبيض إلى التأكيد على أن التقدم الذى تم إحرازه أسرع مما كان متوقعا، كما اعتبرته وسائل الإعلام الكورية تدشينا لعصر جديد لا سيما وأن انعقاد القمة جاء بعد فترة جرى فيها تبادل الاتهامات والاهانات والتهديدات بين الطرفين. ولهذا ورغم التفاؤل اليوم إلا أنه يجب الحذر بالنسبة لما قد يسفر عنه تطبيق ما تم توقيعه فى هذه القمة. ومن ثم فحتى إذا بدت القمة على أنها تمثل بداية لعملية غير مسبوقة فيجب التخفيف من مستوى التوقعات لا سيما وأن بنود الاتفاق تعنى نزعا تدريجيا للأسلحة النووية مقابل دعم اقتصادى وضمانات أمنية للنظام الكورى الشمالى ومعاهدة سلام تنهى رسميا الحرب الكورية 1950 ــ 1953.

ويظل مطلوبا تخفيف مستوى التوقعات على أساس نظرة كل من أمريكا وكوريا الشمالية لما يجب تحقيقه، فأمريكا ترى أن الاتفاق يعنى القضاء التام على القدرات النووية لكوريا الشمالية ووقف تجاربها كلية، بينما يرى النظام الكورى الشمالى أن نزع السلاح سيعنى فقط وقف تطويره، ولكن يظل الحفاظ قائما بالنسبة للتقدم الذى أحرزته الدولة على مدى العقود الماضية، فلا يعتقد أن كوريا الشمالية ستتخلى وببساطة عما حققته من تكنولوجيا نووية محورية لا سيما وأن النظام الكورى سبق ووعد من قبل بنزع السلاح النووى ولم يف بتعهداته، بل وسبق أن أبرمت اتفاقات مع كوريا الشمالية ولم يتم التطبيق الفعلى لأى منها. جرى هذا فى عام 94، 2005. وجاء عام 2006 لتكثف كوريا الشمالية تجاربها النووية والبالستية حتى وصلت إلى التصعيد الخطير فى العام الماضى.

ولا شك بأن التحدى الأكبر سيكون فى الاجتماعات اللاحقة التى ستجرى بين وزيرى خارجية الدولتين حول التفاصيل وحول توقيت بدء تنفيذ نزع السلاح النووى الكورى الشمالى بالكامل والذى تؤكد أمريكا أنه لا رجعة فيه. ولهذا يتعين الحذر بالنسبة للتفاؤل، فحتى لو بدأ الحوار بين الرئيس ترامب والزعيم كم جونج أون فلابد أن يتبعه إجراء حوارات أخرى على المدى الطويل قد تستغرق عاما أو عامين أو أكثر لحل المسائل المطروحة على الطاولة بشكل كامل. ويجب أن نأخذ فى الاعتبار ترامب وتقلباته، فعلى حين يتباهى اليوم باتفاقه مع كوريا إلا أنه أطاح بالاتفاق النووى مع إيران رغم أنه كان اتفاقا صارما ببنود ورقابة دولية. ورغم ذلك جاء ترامب وشطب بجرة قلم عليه وأعلن أنه أسوأ اتفاق فى التاريخ.

ولهذا لا يمكن التعويل على اجتماع القمة بين ترامب وكم جونج بوصفه قد حقق المعادلة التى يطمح لها كل طرف، فالاجتماع لم يخرج عن كونه اجتماعا روتينيا، فهو من قبيل تحصيل الحاصل وبالتالى قد لا يقود الأمور إلى منتهاها. وهو ما يستدعى ما عبرت عنه روسيا فى معرض التعليق على اجتماع القمة عندما قالت محذرة: (بأن الشيطان يكمن فى التفاصيل).