رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

مسلسل «عوالم خفية» الذى أمتعنا به الفنان الرائع دائمًا عادل إمام طوال شهر رمضان، كشف عن حجم الفساد الذى استشرى فى المجتمع المصرى على مدى سنوات طويلة.. ورغم ما تناوله المسلسل من قضايا فساد شملت الصحة والتعليم ودور رعاية الأيتام وتهريب المخدرات وتجارة السلاح والتجارة بالدين، وتورط نواب فى البرلمان ووزراء ومسئولين كبار فى قضايا فساد، رغم هذا كله، إلا أن حجم الفساد الذى كشفه المسلسل لا يمثل أكثر من 10٪ فقط من حجم الفساد الحقيقى الذى طال مصر، حتى وصل على حد تعبير أحد رموز حكم مبارك، وهو الدكتور زكريا عزمى، إلى «الرُكب»، وأرى أن الفساد لم يصل إلى «الرُكب»، كما وصف «عزمى»، بل وصل إلى الأعناق وزاد.

وهذه الحقيقة المؤلمة صنعها نظام مبارك الفاسد، الذى ترك الحبل على الغارب، وتفرغ هو وعصابته لتوريث الحكم للمحروس ابنه جمال، والذى ما زال يلعب بديله حتى الآن، هو وشلة الفساد القديمة المنسوبة للحزب الوطنى المنحل.. التى ما زالت تمثل مراكز قوى حتى الآن.

المبالغة الوحيدة فى مسلسل «عوالم خفية»، هو الاستجابة السريعة، والسريعة جدًا لأجهزة الدولة، للتحرك بمجرد نشر واقعة الفساد فى الصحيفة، والتى علي أثرها تم القبض على المنحرفين وإقالة اثنين من الوزراء ونائب فى البرلمان.. ولو أن هذا يحدث فى الحقيقة كما هو فى المسلسل، لتطهرت مصر من الفساد منذ سنوات، وما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن من فساد طال كل شىء فى مصر.

فالصحافة على مدى الثلاثين عامًا الأخيرة، كشفت آلافا من قضايا الفساد بالوثائق والمستندات، من بينها بيع القطاع العام، وتدمير الصناعات الوطنية، والتجارة فى أراضى الدولة، واستيراد الأغذية الفاسدة، والأمصال الفاسدة، والمبيدات المسرطنة، وقضايا غسيل الأموال وتهريب الأموال وفساد الجمارك، وقضية الاحتكارات وغيرها من الملفات المتورط فيها مسئولون كبار بالدولة ونواب فى البرلمان لم يمسسهم أحد، حتى وصل بنا الحال إلى أن كل شىء فى مصر أصبح فاسدًا.

الرسالة الأهم فى «عوالم خفية» أن المسلسل أكد لصانع القرار وبوضوح لا لبس فيه، أن حرية الصحافة، هى التى تفضح الانحرافات وتكشف الفاسدين، وأنها أى حرية الصحافة هى الضمانة الوحيدة لحماية أموال الشعب.. أما كتم الأصوات وإتاحة الفرصة للطبل والزمر والنفاق فهى حماية للصوص المال العام والفاسدين وخفافيش الظلام، يغرفون من أموال الشعب دون خوف أو وازع من ضمير.

أما الرسالة الثانية: فهى الاستجابة السريعة لأجهزة الدولة لما تكشفه الصحافة من انحرافات وقضايا فساد.. فضبط المتهمين وسرعة التحقيق معهم يضمن عدم إفلاتهم من العقاب بعد تستيف الأوراق والمستندات التى تدينهم.

تحية لكل الذين شاركوا فى مسلسل «عوالم خفية».

انتبهوا لكلام وحيد حامد

الكاتب الكبير وحيد حامد كشف وللمرة الثانية، عن الفساد الذى طال مستشفى سرطان الأطفال 57357 ووحيد حامد رجل وطني، وكاتب له وزنه، وكان لا بد على الدولة أن تحقق فيما أثاره الرجل حول حجم التبرعات التى تدخل خزينة المستشفي، وكيفية إنفاقها.. والهدف بالطبع ليس هدم مستشفى سرطان الأطفال، بل تصحيح مسارها.

صحيح.. كيف يصل حجم التبرعات فى العام إلى مليار و230 مليون جنيه.. لا ينفق منها على المرضى سوى 160 مليونا فقط.. والباقى على الأجور والمرتبات والدعاية الإعلانية المستفزة ومصاريف إدارية.. يا نهار أسود!!