عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

لا نخشى على الدين من أعدائه بل من أدعيائه، الدعوة إلى الله فرض عين على كل شخص فى الحياة فى حدود ما يعلم، كلنا بحاجة إلى أن يكون كل منا داعيًا إلى الله، بأفعاله قبل كلامه، فقال الله تعالى فى مُحكم كتابه: «قُلْ هذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَن اتَّبَعَنِى». وصدق عمر بن عبدالعزيز حين قال : (كونوا دعاة إلى الله وأنتم صامتون، قيل : كيف ؟ قال : بأخلاقكم)، فكلنا نظن أن الداعى هو من يقوم بعمل برنامج يتحدث فيه عن الدين والدعوة! ولا يعلم بعضنا أنه من الممكن أن يكون داعيًا إلى الله بدون أن يعلم، فأنت داعٍ إلى الله بأخلاقك قبل أقوالك، وأفعالك ترجمة لأخلاقك، فنسمع عن الكثيرين ممن دخلوا إلى الإسلام بسبب مشاهدتهم لأفعال بعض المسلمين، عندما رأوا أخلاقهم الجميلة تنبعث منهم، وكل منا داعٍ إلى الله فى عمله أيضًا بصدقه وأمانته وعدله فى عمله، فالإسلام ينتشر بالمعاملة الحسنة مع الآخرين فلا ينتشر بالعبادات بل بالمعاملات.

فالإسلام لا ينهض ولا يجلب أنظار الناس إليه إلا حينما يتمسك المسلمون بالقيم الأخلاقية، حينما يحدثون صدمة للطرف الآخر، ما هذا الورع؟ ما هذه الأمانة؟ ما هذا الصدق؟ ما هذا الإنصاف؟ عندها يدخل الناس فى دين الله أفواجًا، حينما يرى الطرفُ الآخر مسلمًا غيرَ ملتزمٍ، حينما يرى مسلمًا لا يصدق، حينما يرى مسلمًا لا يفى بوعده، حينما يرى مسلمًا لا يحقّق عهده، حينما يرى مسلمًا يحتال عليه، هذا المسلم المقصر الخاطئ المنحرف يقنع الطرف الآخر أنه على حق، وهذا معنى قوله تعالى:« رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا »، أى يا رب لا تجعلنى سببًا كى أفتن الكافر بكفره، إذا رأى الكافرُ المسلمَ الكاذبَ والمقصرَ، والذى يدلى بتصريح كاذب، والذى يخلف وعده، والذى لا ينجز عهده، ماذا يقول فى نفسه؟ يقول: ليسوا على حق، أنا على حق، أنا أصدق ولا أكذب، أنا أتقن عملى، أنا عند وعدى وعند عهدى، فلذلك ما من شيء يقنع الكافرَ بكفره كمسلم يقصر فى تطبيق دينه. فالبعض لا يعلم عن الإسلام شيئًا، فالمؤمن يُقرب الناس من الله، المنافق يُبعدهم، المؤمن يصل الناس بالله، المُنافق يقطع الصلة، المؤمن يُحبب الناس فى الدين بأن يُقنعهم بأن الدين يُسر وليس عُسرًا، المُنافق يجعل الناس تنفر من الدين ويشاهدونه تعصُبًا.

كلية الحقوق- جامعة الإسكندرية