رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

إنها أمريكا التى تحكم العالم وتسير أموره دون اعتبار لحق أو عدل، ودون اعتبار لأية تعاليم دينية أو مراعاة للمعايير الإنسانية والأخلاقية. ولهذا غدت قرارات الأمم المتحدة لا تطبق ومنها قرار مجلس الأمن 478 الذى اعتمد فى أغسطس 1980، وصدر بأغلبية 14 صوتاً مع امتناع أمريكا عن التصويت. وهو القرار الذى أدان محاولة إسرائيل ضم القدس الشرقية من خلال إصدارها ما سمى بقانون القدس لتصبح القدس الكاملة الموحدة بموجبه عاصمة لإسرائيل. وكان يتعين على مجلس الأمن الوقوف وراء قراراته ضماناً لفاعليتها وإلا فإنه يجازف بتقويض مصداقية النظام الدولى.

واليوم جاء ترامب ليثبت أنه لا يقيم وزناً للقانون الدولى ولا لمعايير الحق والعدل، عندما مضى فأشعل عود ثقاب دون أن يمتلك خطة لإطفاء ناره. فعلها وجازف بكل المبادئ عندما أصدر قراره الشؤم فى السادس من ديسمبر الماضى ليعلن فيه أن القدس هى العاصمة الأبدية لدولة إسرائيل، وهو الإعلان الذى واجه اعتراضاً دولياً واسعاً. ومضى ترامب فى إشعال النيران فى الرابع عشر من مايو الجارى- والذى يصادف الذكرى السبعين للنكبة- ليجرى الاحتفال بافتتاح السفارة الأمريكية فى القدس إمعاناً فى تثبيت ملكيتها لإسرائيل. وهو ما أشعل التظاهرات الفلسطينية على حدود قطاع غزة لتواجهها إسرائيل بعنف مستخدمة فى ذلك سلاح الجو والقنص ضد مدنيين عزل ليسقط من جرائها ستون شهيداً وأكثر من ثلاثة آلاف مصاب فى أعنف أيام تمر بها غزة منذ سنوات.

ويظل قرار ترامب الذى يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل قراراً غير مشروع، فهو باطل بموجب القانون، وبالتبعية يعتبر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بمثابة انتهاك للقرارات الدولية وهجوم على الحقوق التاريخية والقانونية والوطنية للشعب الفلسطينى، وتقويض متعمد لكافة مبادرات السلام وتهديدا للسلم والأمن الدوليين.

إنها ممارسات ترامب فى المنطقة والتى هى أبعد ما تكون عن الدبلوماسية، فهى فقط أداة لإشعال متواصل للنيران ليدفع العرب الثمن عندما يواجهون تبعات ما يقدم عليه هذا الأحمق. ويكفى أن سياساته تبعد المنطقة عن حل أكبر صراع فى العالم، وتخل بالتزامات أمريكا تجاه العملية السياسية لتمضى إسرائيل فى غلوائها غير عابئة بالقانون، لا سيما وأن ما فعله ترامب هو تثبيت لما أرادته إسرائيل من تهويد القدس كلية. وهى الجريمة التى رسخها ترامب الأخرق عندما عصف بالقانون الدولى وهتك عرض الشرعية الدولية واعترف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.

أثبتت إدارة ترامب بأنها الراعى الدنىء للباطل، الخارج عن كل المبادئ والمواثيق الدولية، ولهذا جاءت ردود فعلها على جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين شائهة ظالمة عندما مضت تبرئ الكيان الصهيونى من كل ما يرتكبه من جرائم وآثام فى المنطقة.