رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من أسهل وأسرع سبل كسب المال التسول. بل ربما يكون أيضاً من أسرع الوسائل لثراء الناس، خاصة فى أيام رمضان الكريم والأعياد والمناسبات الدينية.

أقول هذا، بمناسبة تزايد أعداد المتسولين، سواء الرجال منهم أم النساء أم الأطفال، ولا يخفى على أحد أن ما يزيد على 90% على الأقل من المتسولين ليسوا فى حاجة للمال الذى يتسولونه، وإنما هى بالنسبة لهم أصبحت مهنة لكسب المال يستفيد منها كل عاطل أو مدمن أو من يبحث عن الثراء السريع. ومع ذلك فهناك قلة قليلة فى حاجة فعلاً للمساعدة، ولكنهم عادة ما يتوجهون إلى دور الخير - وهى كثيرة جداً - يحصلون منها على المساعدات بعد بحث حالتهم، كما أن الدولة الآن تجزل العطاء لمثل هؤلاء فهناك العديد من المعاشات الحكومية كمعاش تكافل وكرامة، وهذا النوع يغطى جميع المحتاجين خاصة الأرامل والمطلقات وكبار السن.

وما يعنينى فى هذا المقال، أن أغلب المتسولين يمتهنون هذه الحرفة بغرض جمع المال واكتنازه، ومثل هؤلاء لا يستحق شفقة ولا عطاء. والملاحظ هذه الأيام انتشار تلك الظاهرة بشكل بشع، فترى العديد منهم أمام الجوامع وفى الميادين وفى مفترق الطرق وإشارات المرور وكافة المناطق المأهولة بالمارة والسيارات. وبهذه المناسبة أتذكر، فى بداية عملى كوكيل للنائب العام عرض على - آنذاك - فى الصباح الباكر، محضر لمتسول تم ضبطه وكان معه اثنى عشر جنيهاً، هذا المبلغ جمعه فى ساعة من الزمن وقت ذهاب العالمين إلى أعمالهم. وتصور يا عزيزى القارئ، فإن المتسول فى ظرف ساعة واحدة جمع اثنى عشر جنيهاً وقت أن كان راتبى الشهرى 21 جنيهاً، فلو جمع فى اليوم كله 50 جنيهاً فيكون مرتبه الشهرى فى ذلك الوقت - أواخر الخمسينات - ألف جنيه.

أعود فأقول، إن ظاهرة التسول زادت بشكل كبير، وخاصة من أطفال الشوارع، فأغلبهم هؤلاء يتبعون كبار المتسولون الذين يتولون رعايتهم وتسريحهم فى الشوارع والطرقات. أتذكر فى الماضى كانت الشرطة دائماً وأبداً تلاحقهم وتقتادهم إلى أقسام الشرطة وتحرير المحاضر اللازمة ضدهم، وعرضهم على النيابة العامة بجريمة التسول المعاقب عليها بالحبس، ولست أدرى لماذا انحسر هذه الأيام دور الشرطة عن مواجهة تلك الظاهرة وهذا المظهر السيء والبذيء الذى نراه جميعا بالشوارع والميادين، والذى يضر جدا بسمعة مصر وخاصة السائحين الذين يلاحقهم المتسولون فى كل مكان.

ولمن لا يعلم، فإن من أهم أسباب انشار ظاهرة المتسول فى مصر، هو كثرة الإنجاب خاصة لدى الطبقة الفقيرة محدودة العلم والثقافة، هذه الطبقة تسرف فى الإنجاب معتمدة على مقولة إن كل طفل برزقه، هذا الكلام لا يصح قوله ولا يقبل من عاقل، فالله قد منحنا العقل لكى نتدبر به أمورنا وتربية أولادنا، فالإسراف فى الإنجاب - خاصة بين الطبقة الفقيرة - هو أخطر الأسباب، سواء بالنسبة للتسول أم الجريمة، فالطفل الذى يترك فى الشارع سوف يلجأ إما للتسول أو الجريمة. من هنا، فمن واجب الدولة أن تهتم كثيراً بتوعية هذه الطبقة حتى تكف عن كثرة الإنجاب، وتحاول مدهم بموانع الإنجاب دون مقابل، لكى تحد من هذه الظاهرة التى تضر ليس فقط بمظهر الدولة ولكن تلتهم كل تنمية قد تقدمها الدولة.

خلاصة القول، إن آفة التسول ضارة من كافة النواحى، سواء من ناحية سمعة البلاد الخارجية، أم ناحية الإضرار بالمواطنين أنفسهم، لأن منهم من يلجأ للجريمة ومنهم من يكتسب المال وقد يستغله فى تعاطى المخدرات والاتجار بها. وفى جميع الأحوال أطفال الشوارع وأمثالهم قنابل موقوتة ستنفجر فى وجه الشعب ولابد من حماية البلاد من هذه الكارثة المهينة.

وتحيا مصر.