لا ينكر أحد الجهود المبذولة من أعضاء البرلمان فى محاولة صادقة منهم لضبط الأمور فى مختلف المجالات ومناحى الحياة، ولا يمكن أن ننكر أن هذا المجلس يضم مجموعة من الشخصيات المحترمة والمحترفة فى مجالاتها.. ولكن فوجئنا بما تداولته وسائل الإعلام عن شكوى رئيس المجلس د. على عبدالعال من ظاهرة «تزويغ» عدد كبير من النواب، وعدم حضورهم الجلسات رغم أنها تناقش الكثير من الموضوعات المهمة والشائكة التى تمس صميم حياة الشعب والمواطنين الذين وضعوا ثقتهم فى هؤلاء النواب واختاروهم لتمثيلهم والدفاع عن حقوقهم ومطالبهم.
ظاهرة «التزويغ» لا تليق أبدا بنائب فى البرلمان، ويمكن أن تكون مع طالب ثانوى أو موظف قطاع عام غير مهتم بعمله ولا يشغله أبدا إلا أن يأتى يوم 30 فى الشهر حتى يتحصل على راتبه كاملا ليس منقوصا، فهو حقه الذى كفلته له الحكومة.. أما ما عليه من واجبات وتكليفات فلا يشغل باله به أبدا.
د. على عبدالعال تكررت شكواه وهدد أكثر من مرة باتخاذ إجراءات عقابية رادعة من بينها أنه سينشر أسماء النواب المزوغين فى الأماكن الخاصة بالدوائر التى ينتمون لها حتى يعرف من انتخبوهم أنهم لا يقومون بدورهم تجاههم.. وهدد أيضا بإرسال أسماء المزوغين إلى التليفزيون لإذاعتها فى نشرة الأخبار أو أحداث 24 ساعة.
وفى الجلسات الأخيرة زاد عدد «المزوغين»، وطالب رئيس المجلس الحاضرين بعدم التوقيع لزملائهم المتغيبين فيما يتعلق بأى قرار أو مشروع قرار تتم مناقشته أو بحثه.. فهل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة؟.. ونحن نثق جدا فى أن هذا المجلس يضم كفاءات ولدى معظمهم رغبة حقيقية فى العمل الجاد والرقابة الحقيقية للحكومة وأداء كافة الوزراء وإصدار تشريعات تنقل مصر نقلة نوعية.. ولكن لا يمكن أن تكتمل الصورة إلا إذا انضبط المجلس وحرص أعضاؤه على الحضور والتواجد الإيجابى والمشاركة الفاعلة حتى لا يشعر المواطن البسيط الذى اختار النائب، بالذنب أو يهجر العملية الانتخابية إذا استشعر أنها لم تأت له ولو بجزء بسيط من أحلامه وطموحاته.
وأخيرا أتمنى أن يتأنى د. طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، فى تفعيل التعديلات الجديدة الخاصة بمناهج التعليم ابتداء من سبتمبر القادم وأن تتم دراسة الأمر وألا نتعجل.. وإذا كان التطوير مطلوبا، لكن الدراسة الجيدة وعدم الاستعجال يمكن أن يجنبنا مشاكل تزيد العملية التعليمية تعقيدا أكثر مما عليه الآن.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد!