رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

قالها الثعلب الاستعمارى العجوز «ونستون تشرشل» في مجلس العموم البريطانى،  حين هاجمه بعض النواب لتحالفه  مع الاتحاد السوفيتى زعيم العالم الشيوعى الذى كان، ولقاءاته مع «چوزيف ستالين» ديكتاتور الكرملين، خلال الحرب العالمية الثانية.

قال تشرشل آخر المدافعين عن الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس ، أو هكذا كانت: «أنا مستعد  للتحالف مع الشيطان اذا كان هذا لمصلحة بريطانيا».

وقال آخر ـ أو ربما  كان نفس الرجل ـ تشرشل ـ عبارة أخرى لا تخطئ دلالتها اتفاقاً على نفس المعنى.. فى السياسة لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم، توجد فقط مصلحة دائمة.

وتاريخ العلاقات السياسية والحروب  والمنازعات والعلاقات بين الدول حافل بكل أنواع التحالفات المؤقتة والخصومات المؤقتة، وبكل أصناف المعاهدات ونقائضها وتحولات الأعداء والأصدقاء، وانتقالات البنادق على الأكتاف.

هذا المفهوم ما زال يغيب عن المواطن المصرى والعربى تماماً و هو ما أبقى على حالة العداء الشعبى العربى تجاه السياسة الامريكية مستعراً ومستمراً.. بل جعلته رد فعل طبيعيا ومنطقيا للممارسات السياسية التى انتهجتها الادارات الامريكية المتعاقبة خلال أكثر من نصف قرن ضد أمانى الشعوب العربية وطموحاتها المشروعة نحو استكمال استقلالها، وتصديها للاستيطان الصهيونى وتطلعها لوحدة عربية تمكنها من أن تكون كياناً محمياً بذاته وبإمكانياته.

ولكن جانباً كبيراً من الكراهية التى استقرت فى نفوس المواطنين العرب راجع لمناصرة الأمريكان للكيان الصهيونى فى احتلال فلسطين وأراض عربية أخرى ومنع الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة.. وأصبح الشك فى النوايا الأمريكية عادة عربية يومية لها فى أغلب الاحيان ما يبررها.

السياسة الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط متقلبة إلا مع اسرائيل ثابتة وراسخة وداعمة لها مهما ارتكبت اسرائيل من موبقات وجرائم وانتهاكات  ضد القانون الدولى والقانون الانسانى.

لقد أخطأ الرئيس الراحل أنور السادات، عندما قال: إن 99٪ من أوراق اللعبة فى الشرق الأوسط في يد أمريكا، إذ أثبتت الاصوات فى المنطقة منذ توقيع معاهدة «كامب ديفيد» بين مصر واسرائيل فى سبعينيات القرن الماضى، أن «99٪» من أوراق اللعبة فى يد اسرائىل واللوبى الصهيونى.. وأن أمريكا ما هى الا لعبة فى يد الكيان الصهيونى، تنصاع لأوامره وتنفذ مخططاته.

انظروا ماذا فعلت امريكا فى المنطقة العربية من أجل اسرائىل دمرت العراق، وسرقت ثرواته وآثاره، وقضت على جيشه وزرعت داعش.. دمرت سوريا ودعمت الارهابيين بالمال والسلاح وسمحت لتركيا لغزو الشمال السورى واحتلال اراضيه.. تمارس امريكا البلطجة على دول الخليج لاستنزاف وسرقة ثرواتها..  حاولت تدمير مصر لكن إرادة الله وقوة شعبها وجيشها كانت اكبر مما كانوا يخططون.. وعندما فشلوا فى اسقاط مصر حاولوا حصارها.. نشروا الفوضى فى ليبيا بعد إسقاط حكومتها وحل جيشها.. حرضوا السودان ضد  مصر ولعبوا فى منابع النيل.. أصدروا الأوامر لدويلة قطر لدعم الارهابيين لزعزعة الأمن والاستقرار فى مصر.. دعموا الإخوان سياسياً لتركيع مصر.. لكنهم فشلوا فى  كل مخططاتهم.

ثم جاء الدور على ايران القوة الصاعدة فى المنطقة التى تخيف إسرائيل.. وها هى أمريكا تمارس سياسة البلطجة لإشعال النار فى المنطقة بعد أن كانت هناك آمال لاستقرارها.

ان مصلحة اسرائيل أهم من كل المصالح العربية مجتمعة، واذا وجد ترامب مصلحة من عقد اتفاق جديد مع ايران يخدم اسرائيل، فلن يتوانى لحظة واحدة.. سوف يتحالف مع الشيطان اذا كان هذا فى مصلحة اسرائيل وليس في مصلحة أمريكا!

ويجب علينا أن ندرك أن كل ما تفعله امريكا فى منطقة الشرق الأوسط هو لخدمة الكيان الصهيونى فقط.