عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

فى السابع من مايو عام 2014.. أى قبل 4 سنوات بالتمام والكمال.. عقد المشير عبد الفتاح السيسى المرشح لرئاسة الجمهورية وقتها.. لفترته الأولى.. أول لقاء له مع رؤساء تحرير الصحف.. شرفت بحضوره.. وكان أول مناسبة يتحدث فيها المرشح الرئاسى  بصفته المدنية بعد أن غادر موقعه العسكرى ويسمح لنا بالغوص فى أعماق تفكيره كرئيس جمهورية مرتقب.. وتصوراته لمرحلة مهمة ومفصلية من العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعي.. تأتى بعد 3 سنوات عصيبة عاشها الوطن.

•• فى ذلك اليوم

تحدث المشير السيسى حول العديد من الملفات المهمة.. كان أهمها.. من وجهة نظرنا.. ما يتعلق بقضية الديمقراطية والنظام السياسى ومسألة تداول السلطة.. وكذلك قضية أولويات العمل الوطنى فى فترة رئاسته الأولى وفى مقدمتها الحرب ضد الإرهاب.. وتحقيق العدالة الاجتماعية.. ومفهوم المصالحة الوطنية.. ومواجهة الأوضاع الاقتصادية التى خلفتها سنوات الثورتين.

كان صريحا جدا عندما أكد أن المصلحة الوطنية تفرض علينا جميعًا إدراك أننا فى أزمة حقيقية.. ويجب أن نعلم إلى أين تمضى سفينة الوطن.. وأن واجبنا هو الحفاظ على الدولة المصرية كهدف استراتيجى واستنهاضها لكى تعود أقوى وأعز وأكرم.. بالعمل وليس بالكلام.

•• وكان واضحا جدا

عندما أكد ضرورة وجود التوازن فى المعادلة بين الممارسة الديمقراطية والحريات وبين الحفاظ على الأمن القومي.. وإبداء مخاوفه من «أننا تحت دعوى الممارسة الديمقراطية بمكن أن نفقد الوطن».. وأن الديمقراطية الحقيقية الكاملة لن تتحقق فى مصر قبل 20 أو 25 عاماً إذا سارت الأمور كما ينبغي.. مشيراً إلى أن الواقع المصرى لا يساعد على تحقيق هذا الهدف.. كما أن البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير مهيأة لتحقيق هذا التطور.

اللافت أنه كان هناك تفهم كامل من الحاضرين لهذه الرؤية السياسية الواقعية.. خاصة عندما أكد المشير السيسى أن العبرة هنا هى بالسؤال: هل تتوفر لدى القيادة الثوابت والإرادة والقناعة والاستعداد للتطور الديمقراطي.. أم تميل للسلطوية والديكتاتورية؟.. مشيرا الى أن شخصية القيادة إذا كانت تميل الى الديكتاتورية فإن ذلك يعنى وجود مشكلة.. أما إذا كانت القيادة تحترم الناس وتحافظ على حقها فى المشاركة فى بناء مستقبلها فهذا مؤشر إيجابي.

•• كان واقعيا أيضا

عندما تحدث عن أن هناك اشكالية اقتصادية ضخمة لدينا.. ولو لم نواجهها بشكل سليم فإن المشهد سيظل مرتبكاً.. وقد يميل إلى حد الانهيار.. ولو انهار فلن يعود مرة أخرى لأن مفصلات الدولة وأذرعها كانت فى أضعف حالاتها فى ذلك الوقت.

كذلك عندما تحدث عن قضية المصالحة الوطنية.. مؤكدا أنه لا يوجد شخص يكره أن تكون هناك مصالحة بين المصريين وبعضهم.. ولكن ما يحدث على الأرض لا يدعم هذا الاتجاه.. واذا كان المصريون يرفضون هذا التوجه فلابد ان نعالج المسألة مع الشعب أولا.

•• والشهادة لله وللتاريخ:

إننا اليوم.. وبعد مرور 4 أعوام على هذا اللقاء.. نرى أن السيسى كان يتحدث وقتها من منطلق منهج وبرنامج سياسى حقيقي.. لم يحد عنه حتى الآن.. وأن كل ما تحدث عنه هو ما عمل به بالفعل.. ولذلك كان جديرا بثقة الناس الذين منحوه أصواتهم فى انتخابات فترة الرئاسة الثانية.. رغم كل ما عانوه من مصاعب وتحديات.. ومفتاح هذه الثقة هو 3 كلمات: الصراحة والوضوح والواقعية.