رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

 استطاع مجموعة من الإعلاميين- للأسف- تحويل مشروع تطوير التعليم المقدم من الوزير الدكتور طارق شوقي إلى «قضية سياسية» ينقسم حوله الناس.. باعتبار أن هذا المشروع إنجاز عظيم للدولة.. وأن الذين يعارضونه هم من أعداء الوطن ومن حزب الفساد وفلول الإرهاب.. وصوروا الأمر أيضا على أنه يستهدف النيل من شخص الوزير باعتباره رمزاً من رموز الدولة!

•• هؤلاء الإعلاميون

جندوا أنفسهم فجأة لتشكيل خط دفاع حصين عن الوزير.. ليس بالرد على منتقدى مشروعه بالحجج والبراهين والشرح والتفسير لتفاصيل المشروع الذي مازال مثار جدل وبلبلة ولغط.. لا لشيء إلا لأنه لم يتم تقديمه بشكل سليم للمجتمع.. حتى أنك تكاد لا تجد اتفاقاً بين شخصين على علمهما بحقيقة هذا المشروع.. ولكن الملاحظ أن هؤلاء المدافعين عن الوزير- وليس عن مشروعه- اختاروا أسلوب «الهجوم خير وسيلة للدفاع».. فلا يكاد أحد ينتقد مشروع الوزير إلا وتجد «ناراً موقدة» يصبها هؤلاء فوق رأسه.. ويتهمونه بالجهل والسفه والرجعية ومعاداة التطوير والتجديد.. بل قد يتهمونه أيضا بالخيانة للوطن.. وإذا تأملت أسماء من يقومون بهذا الدور من الإعلاميين المحسوبين على الدولة ـ وهذه ليست تهمة بالمناسبة ـ لظننت أن هناك تعليمات صدرت لهم من جهة ما لاقناع الناس «بالعافية» أن مشروع الدكتور طارق «حلو» ولا أحد يفتح فمه.. وهذا غير صحيح بالمرة.. ومعلوماتنا تؤكد أن أحداً لم يطلب من هؤلاء «المتطوعين» في جيش الدفاع عن الوزير أن يفعلوا ذلك.

•• ما يحدث من هؤلاء

هو إرهاب فكري بكل معنى الكلمة.. لا يليق بهم ولا بمن يحسبون أنفسهم عليهم.. فمن ينتقدون المشروع لم يطلبوا أكثر من التأني والتمهل في دراسته قبل أن يحوله الوزير إلى قرارات نافذة.. ويدعون إلى طرح هذا المشروع في حوار مجتمعي يشارك فيه البرلمان بمن يضمهم من كوادر مؤهلة ومتخصصين.. ويشارك فيه أيضا كوادر الأحزاب وأساتذة الجامعات ورجال وقيادات التعليم وكل العلماء والخبراء في هذا المجال.. وكذلك أولياء الأمور ومجالس الآباء وأعضاء الجمعيات المتخصصة.. للوصول إلى أفضل صورة للتطوير والإصلاح اللذين نريدهما جميعاً.. دون مكايدة أو مكابرة أو تسفيه أو تخوين.. فنحن بصدد مسألة من أخطر ما يتعلق بمستقبل الوطن وأجياله القادمة.. وهي منظومة التعليم التي أصابها ما أصابها من تدهور وانحدار وفشل.. وطال انتظار التحرك الرسمي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه المنظومة.

•• ويقيناً

إن تطوير التعليم لا يحتاج «طلاسم» ولا ألغازاً ولا لوغاريتمات.. المسألة ببساطة هي أننا نريد فصلاً دراسياً ينتظم فيه الطالب ويجد المدرس الذي يعلمه تعليماً جاداً.. وفق مناهج دراسية ووسائل تعليمية وتربوية حديثة تؤهله للتخرج ليس فقط حاملاً شهادة دراسية ورقية.. ولكن يكون حاملاً علماً حقيقياً يفيده ويفيد المجتمع.. وأي مشروع تطوير يخفق في إقناعنا بقدرته على تحقيق هذه المعادلة.. هو مشروع محكوم عليه بالفشل.. مثله مثل كل «التجارب» الفاشلة السابقة.