رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لمصر

 

كان أول تكليف من الله سبحانه وتعالى لحبيبه ومصطفاه سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» هو (اقرأ).. هكذا يعلمنا الخالق سبحانه أهمية وقيمة وضرورة القراءة.

ولكننا- وللأسف- تركنا التكليف الأول والمهم وأغرقنا أنفسنا في دوامة من المتاهات التي لا تنتهي وليس منها أي فائدة!

وبما أن هذه المتاهات ليست موضوع مقالنا اليوم.. وموضوعنا الأساسي هو ضرورة القراءة.. فتعالوا نقرأ معاً هذا الموضوع.

ففي عام 1905 انعقد في لندن مؤتمر استمرت جلساته حتى عام 1907 بدعوة سرية من حزب «المحافظين» البريطاني بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن وقدم المشروع إلى حزب «الأحرار» البريطاني الحاكم في ذلك الوقت.

وضم المؤتمر الذي دعا إليه كامبل بنرمان، رئيس وزراء بريطانيا، وقتها.. كلاً من بريطانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا.

وفي نهاية المؤتمر عام 1907 خرجوا بوثيقة سرية أسموها (وثيقة كامبل) نسبة إلى رئيس وزراء بريطانيا آنذاك هنري كامبل.

ويعتبر هذا المؤتمر أخطر ما حدث لتدمير الأمة العربية وبداية إقامة الدولة العازلة في المنطقة وهي (إسرائيل) لتكون عدواً لشعوب المنطقة وصديقاً لأوروبا ويكون دورها الأساسي هو تعطيل النهضة في المنطقة العربية وعدم استقرارها!

وفي هذا المؤتمر قام رئيس وزراء بريطانيا بتوزيع خرائط الوطن العربي كله على الحاضرين.. وقال لهم استلمتم الخرائط فقالوا نعم.. ورجع قائلاً بيننا خلافات كبيرة.. هل تريدون النهضة والبقاء على القمة أم تريدون السقوط؟

واستمر قائلاً: هذه المنطقة هي سر قوتنا وسر ضعفنا- يقصد المنطقة العربية طبعاً- وهي الآن ضعيفة مهلهلة جاهلة متشرذمة يتقاتلون فيها على قطرة ماء.. وفي الوقت نفسه يمتلكون كل مقومات النهضة.

هذه المنطقة تشرف على أوروبا من الشمال وإفريقيا من الجنوب وعلى شبه القارة الهندية وآسيا وتحتوي على كل المواد الخام التي يحتاجها الغرب.

ومازال الكلام لرئيس وزراء بريطانيا.. هذه المنطقة تستطيع أن تخنق العالم كله من خلال مضيق هرمز وباب المندب ومضيق جبل طارق وغيرها.

وهذه المنطقة لا يحتاجون فيها إلا إلى قيادة صالحة وحين تأتي هذه القيادة الصالحة ستنهض لأن لديهم كل مقومات النجاح.

وأنهى كلامه بضرورة زرع جسم غريب في هذه المنطقة ليحقق ثلاثة أهداف رئيسية.. الأول فصل المشرق العربي عن المغرب العربي، والثاني يكون ولاء هذا الجسم للغرب وفقط، والثالث وهو المهم أن يجعل المنطقة في حالة- لا توازن- لأن التوازن يحقق الاستقرار ويولد النهضة.

والواقع يؤكد أنهم نفذوا كل ما اتفقوا عليه في (1907) فها هي الدولة العازلة.. وها هو الجسم الغريب.. وها هو الولاء المتبادل بينها وبين الغرب وها هو الفصل بين المشرق العربي والمغرب العربي وها هو- اللا توازن- والضعف والنزاعات والخلافات والحروب والهلهلة والسقوط!! فها هو الوضع.. وها هي إسرائيل.. يا من لا تقرأون!

وفي النهاية أحذركم من أن تنسوا.. ما قالوه خلال اجتماعاتهم (القيادة الصالحة) يخشونه كما يخشون نهضة الأمة! فإن وجد.. لن يتركوه يعمل.. سيضعون كل العوائق أمامه سيحاصرونه اقتصادياً وحدودياً.. سيضعون له في كل خرابه «عفريت» سيلعبون له في الداخل.. سيسفهون كل أعماله.. سيطلقون عليه كلابهم تنبح في كل حركة وسكنة يقوم بها.. سيشككون في إنجازاته وولاءاته!

هذا إن هم وجدوه... أما إذا أنتم وجدتموه (الحاكم الصالح) فحافظوا عليه.. وقفوا وراءه.. واحموه من ألاعيبهم ففي حمايته نهضتكم.. لأنهم يقرأون.. وأنتم لا تقرأون!