رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

المشكلة ليست في وجود الفساد.. فالفساد موجود في كل بلاد العالم.. المشكلة تكمن في التستر علي الفساد، وإفلات المفسدين من العقاب والمحاسبة.. هذه هي الكارثة التي ابتليت بها مصر منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك- سامحه الله- الذي تحول عهده إلي منظومة فساد كاملة.. وطال الفساد القوانين واللوائح.. وصار كل شيء فاسدا، حتي الضمائر فسدت، وتحول السماسرة وتجار الأراضي والمتنطعون علي مكاتب الموظفين بوزارة الإسكان إلي مليونيرات ومليارديرات.

وكانت المدن الجديدة هي الملعب الرئيسي للطامعين الجدد من سماسرة مشاريع مد خطوط المياه والصرف الصحي وخطوط الكهرباء والغاز ورصف الطرق، التي نفذت تلك المشاريع دون رقابة، ودون وازع من ضمير.. وكانت النتيجة، ما جناه سكان التجمع الخامس بالقاهرة الجديدة، عندما هطلت أمطار غير تقليدية الأسبوع الماضي، فحولت المنتجع الفاخر إلي مستنقع وبركة مياه.

هذه المصيبة يمكن أن تتكرر- لا قدر الله- في باقي المدن الجديدة.. في أكتوبر والشيخ زايد والعاشر من رمضان و15 مايو والسادات، وغيرها من المدن الجديدة، لأن الفساد طالها هي الأخري علي أيدي شلة الفساد التي نفذت مشاريع المياه والصرف الصحي في القاهرة الجديدة.

وللحقيقة أقول.. إن الكاتب الصحفي الوحيد الذي خاض معركة فساد وزارة الإسكان، وخاصة مخالفات خط مياه القاهرة الجديدة، وكشف أسماء المتورطين في هذه الفضيحة.. هو الزميل محمد سعد خطاب في صحيفة «صوت الأمة» وعلي مدي 15 عاماً كاملة.. لكن ماذا جني «خطاب» من معركته ضد فساد وزارة الإسكان؟!.. ألقوا به مرة في غياهب السجن لإسكاته.. فلم يرتدع.. واصل كشف الفساد والمفسدين بالوثائق والمستندات الدامغة، فخططوا لقتله والتخلص منه.. أطلقوا عليه دراجة نارية صدمته وهو يسير علي الرصيف.. نجا من الموت بأعجوبة لكنه تحول إلي كومة من العضم، وظل جسده بالكامل محشورا في الجبس لمدة عامين حتي شفاه الله.

الزميل محمد سعد خطاب مازال يعاني من آثار محاولة الاغتيال بعد أن امتلأ جسده بالمسامير والشرائح الحديدية.. بينما المتورطون في ملف فساد وزارة الإسكان ومشاريع خطوط المياه والصرف الصحي بالمدن الجديدة والذين نهبوا المليارات مازالوا طلقاء.

وهنا وجب السؤال: إذا كانت ملفات فساد وزارة الإسكان قد كشفتها الصحف علي مدي سنوات طويلة.. فلماذا صمتت الدولة كل هذه السنوات.. من الذي تستر علي اللصوص؟!.. وأين اختفي ملف مخالفات خط مياه القاهرة الجديدة الذي تم تقديمه إلي مكتب النائب العام، هشام بركات، عام 2014؟!

إن هذا الملف مليء بالمفاجآت الصادمة، والأسماء الكبيرة التي مازال بعضها يتولي مناصب قيادية حتي الآن.. وإذا كنا نريد تطهير هذا البلد بالفعل من حيتان الفساد وشلة المفسدين من أصحاب الوزن الثقيل، يجب فتح الملفات القديمة، وأن يحاسب كل من أهمل أو تستر أو شارك أو ارتكب جريمة فساد في حق هذا الوطن مهما كانت صفته أو سلطانه أو مركزه أو موقعه.. لأن هؤلاء تسببوا في إهدار مليارات الجنيهات، هي أموال بلد يعاني معظم سكانه من الفقر والعوز والإحباط.

أرجوكم افتحوا ملفات الفساد القديمة، مهما كان الثمن.