رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل

لم تكن فرحة جماهير الزمالك التى لمستها فى كل مكان نتاج فوز فريقها على منافسه التقليدى الأهلى بعد غياب، بقدر الروح والإرادة والتصميم على الخروج من هذا النفق المظلم.

هذه الروح تجسدت بخطوط الفريق الأبيض وامتزجت بكل لاعب تشبث بالفوز مهما كانت التضحيات لتأكيد أنهم قادرون مهما كانت الصعوبات والأزمات تحاصرهم من كل مكان، لدرجة أنهم فقدوا الثقة فى أنفسهم وخسروا من فرق مغمورة.

الجهاز الفنى بقيادة خالد جلال أحد الأسباب الرئيسية فى الفوز ليس لخطته فقط وإنما لتجهيز اللاعبين نفسياً وشحن بطارياتهم المعنوية دون إفراط أو تفريط، مع اليقظة خلال اللقاء خاصة فى علاج الثغرات بسرعة ومواجهة مناورات وخطط المنافس بالدفع بأوراق رابحة، وكيفية التصدى لها وكبح جماح تفوقها وغرورها.

وإذا كانت الفنيات والجاهزية تمثل 30% من إجمالى التعبئة لأى مباراة فالجوانب النفسية وزرع روح الانتصار والحمية يشكل 70%، والأمثلة كثيرة على المستويين الأندية والمنتخبات، واسألوا المعلم حسن شحاتة عن سر الفوز فى ثلاث بطولات افريقية متتالية أعوام 2006 و 8 و2010، صحيح كان منتخبنا يملك أفضل لاعبين أنجبتهم ملاعبنا على مدار التاريخ، لكن ليس كافيا أن تملك أفضل لاعبين بدون خلق روح الانتصار وإلا كانت غانا والكاميرون ونيجيريا الأقرب للتتويج.

وأحيانا تضيع الروح والإرادة لظروف فرضها واقع ومستجدات مثلما حدث من جانب لاعبى الأهلى الذين تعالوا على الكرة فتعالت عليهم وأعطت ظهرها لهم رغم السيطرة وامتلاك الكرة فى الشوط الثانى..

وأحيانا أخرى يفرض الانتصار المتتالى والاستهانة ببطولة أو منافس حالة من التفكك والتسرب وتلبس بالروح حالة من اللامبالاة، وهذه الأمور قد تسيطر على الجهاز الفنى أو اللاعبين وأحيانا الاثنين معا ويستشعرها اللاعب فى وجه وعيون مدربه أو أفراد الجهاز الفنى وقد توجد لدى اللاعب فقط، ومهما كانت تعليمات المدرب والجهاز يصبح هناك حائل بين سماع التعليمات وتنفيذها وهذا يعود لتربية وتنشئة اللاعب منذ الصغر وطموحه وإرادته، من هنا تأتى أهمية النشء والمدارس بالأندية فى مزج وجدانهم بأهمية الانتماء والفوز وعدم الاستهانة بالمنافس مهما كان ضعفه وخنوعه وهى مسألة ليست بالسهولة وتحتاج لمنظومة متكاملة وأهمها كيفية اختيار ناشئ يمتلك ثباتاً نفسياً وانفعالياً مثلما يتم اختبار المقبولين بالكليات العسكرية والشرطة.

فلا يكفى دائما أن تكون الأفضل فنيا وبدنيا، فالروح والإرادة والرغبة فى الفوز هى السلاح الأول الذى يمنح التفوق والانتصار وبدون أن تتوج الفنيات بهذا السلاح، فالفوز يغيب ولو تحقق فهو باهت وأشبه بتعادل أو خسارة..!

بقى الشىء المهم هل يستغل لاعبو الزمالك وجهازهم الفنى «اليقظ» الإمساك بهذه الفرصة للانطلاق بقوة والفوز بكأس مصر لتعويض جماهيرهم عن إخفاقات هذا الموسم بدءًا من لقاء الغد أمام الإنتاج الحربى فى دور ربع نهائى البطولة.

المهمة ليست سهلة لأن الجماهير البيضاء تنتظر ليس مجرد تأهل وإنما أداء مغلف بفوز مستحق ليعطى دلالة، وأنه لا توجد فوارق وإمكانيات بين لاعبى الزمالك وبطل الدورى وتأكيد أن ما حدث فى لقاء القمة ليس ضربة حظ... فهل لاعبو الزمالك على قدر التحدى؟!

 

[email protected] com