رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جاء فى كلمة سيادة الرئيس السيسى، أمام مؤتمر القمة العربية، الذى عقد بمركز الملك عبدالعزيز الثقافى العالمى «إثراء» بالظهران مع بداية هذا الأسبوع، ما يخص القضية الفلسطينية. والذى سوف أحاول، فى مقالى هذا، أن أجتزئ منه بعض النقاط التى أود التعليق عليها.

قال سيادة الرئيس فى كلمته- عن المشكلة الفلسطينية- إنه ومع الأسف الشديد فإنَّ الفصائل الفلسطينية ترفض المصالحة مع بعضها، ولا يمكن- والحال كذلك- إجراء أى مفاوضات مع الجانب الإسرائيلى بخصوص عملية السلام. وأضاف سيادته، أنه منذ فترة طويلة تحاول مصر- ومازالت- بذل كل ما فى استطاعتها من جهد للتقريب بين وجهات النظر المتباينة بين الفصائل الفلسطينية، إلا أنه، حتى يومنا هذا، مازالت العقبات قائمة، وقد زاد –فى تقديرى- من صعوبة التلاقى بين تلك الفصائل، ما حدث أخيراً من محاولة لاغتيال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية، وكذا رئيس مخابراتها، إلا أن الله ستر ولم يصبهما أى مكروه.

واسمح لى يا سيادة الرئيس، أن أشير- فى هذا الموضوع- إلى شىء ذى أهمية كبرى، هو أنه لا مصلحة لأحد من الأطراف جميعاً فى المصالحة الفلسطينية. فلا يخفى على سيادتكم، أن هناك بعض الفرقاء الفلسطينيين يستفيد من استمرار الفرقة بينهم، وكل فصيل منهم يريد الحصول على ما يقدم له من دعم مادى ومعنوى، سواء من ناحية إسرائيل أو من ناحية أحباء إسرائيل وأعوانها فى الدول الغربية والدول العربية أيضاً، فبقاء هؤلاء الفرقاء فى أماكنهم وحصولهم على المعونات أهم بالنسبة لهم من أن يتحدوا، لكى يكونوا جبهة واحدة للتفاوض مع الجانب الإسرائيلى وإيجاد حل نهائى للقضية الفلسطينية.

وفى تقديرى، فإن إسرائيل هى أول من يقف خلف تلك الفرقة بين الفصائل الفلسطينية، سواء عن طريق أعوانها فى بعض الدول العربية، أم عن طريق المخابرات الغربية. وهناك أيضاً من الدول الغربية من له مصلحة كبرى فى بقاء الحال بين الفصائل الفلسطينية على ما هو عليه، ولا ننسى- بطبيعة الحال- إخوان الشياطين وأتباعهم، كل هؤلاء يقدمون الدعم المادى والمعنوى لكى تبقى الفصائل الفلسطينية متناحرة ومتنافرة، حتى تظل القضية الفلسطينية معلقة دون حل إلى أن تتمكن إسرائيل من التهام كافة الأراضى الفلسطينية، وها هى قد بدأت بالفعل من إقامة المستوطنات على جميع الأراضى الفلسطينية تمهيداً لاغتصابها.

فلو أضفنا إلى ذلك، أن هناك من الدول الغربية من له مصلحة ليس فقط فى الإبقاء على الخلاف قائماً بين الفصائل الفلسطينية، بل إنهم- أيضاً- يخططون منذ فترة طويلة إلى تأجيج الخلافات بين الدول العربية والإسلامية، وقد أطلقوا على محاولاتهم هذه ما يعرف بالربيع العربى، وقد تأكد لنا هذا كله بما يحدث فى العراق وسوريا واليمن وليبيا. لقد ذاقت الدول الغربية الأمرين من التطرف الإسلامى فى الفترات الماضية، سواء من الاغتيالات أو التفجيرات أو الدهس والترويع فى كل أنحاء أوروبا وفى أمريكا وروسيا أيضاً. وبالتالى، فكل هؤلاء لهم مصلحة كبرى- مثلهم مثل إسرائيل- ليس فقط فى القضاء على الفلسطينيين، بل وعلى المنطقة العربية كلها.

وللحقيقة.. فإن إسرائيل- فى الآونة الأخيرة- استطاعت الحصول على التأييد العالمى، وهى الآن ليس لها مصلحة فى التفاوض مع أى من الدولة العربية، خاصة أن لها أطماعاً نعرفها جميعاً تمتد من النيل إلى الفرات، فهى- فى تقديرى- لا تريد سلاماً حقيقياً، وإنما قد تسعى إلى بعض الهدوء النسبى، حتى تستطيع الانقضاض مرة أخرى على باقى الأراضى العربية. فإسرائيل تحلم بالسيطرة على منطقة الشرق الأوسط كلها، وتسعى هى وحلفاؤها للسيطرة على المنطقة كلها لاستغلال ثرواتها وأموالها.

إذن.. فلا مصلحة، سواء للفلسطينيين، أم لإسرائيل، أم الدول الغربية، بل وربما روسيا أيضاً، فى إنهاء المشاكل الملتهبة فى المنطقة العربية، وخاصة المشكلة الفلسطينية... ونحمد الله عز وجل، إن وفق الرئيس السيسى فى قيادة مصر وجيشها وشرطتها ضد المحاولات المستميتة التى جرت فى السنوات الأربع الماضية لضرب الاستقرار وجر مصر إلى هوة الخلاف مثلما حدث فى الدول العربية الأخرى.. ومن هنا، فإن الواقع يقول.. لا مصلحة فى المصالحة.

وتحيا مصر.