رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

نعمل فى جزر منعزلة..؟ نعم، نتنافس لأجل الفشل..؟ نعم، نقتل الأحلام ونحارب الموهوبين وننحى النوابغ بجهل متعمد..؟ نعم، وقس على شاكلة هذه العبارات الاستفهامية الصادمة وأكثر، وهذا سيبقى مفتاح شفرة التخلف والبقاء فى ذيل أى أمم حتى من كانوا حفاة عراة يعيشون فى الصحارى وصاروا فى المقدمة ولا نلحق بهم مهما لهثنا، لأننا أعداء النجاح، ويكره بعضنا نجاح بعض، ونتنافس بلا شرف، وعلينا أن نغنى اعترافاً: فيها حاجة وحشة.. كل هذا مع عشقى لوطنى حتى الثمالة ورفضى أى فرصة للسفر ودعائى الدائم أن أموت على ترابها الطيب الذى لا ذنب له أننا صرنا أعداء لكل شىء طيب ناجح لديه طموح وشرف «إلا من رحم ربى».. فما زلت أحلم لوطنى بكل رائع وجميل!

أقول كل هذا بمرارة لمتابعتى مأساة أبنائنا النوابغ من صفوة الموهوبين المبدعين، وأحلامهم العلمية الرائعة تتحول إلى سراب، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من التحقيق، والحكاية ببساطة.. بل بكل دراما وتعقيد أن إدارتين بوزارة التربية والتعليم وهما «الإدارة العامة للمراكز الاستكشافية، والإدارة العامة للتعليم الإلكترونى» أعلنتا فى نفس ذات «المومنت» أى اللحظة، عن اختيار وتصعيد مشروعات للطلاب النوابغ للسفر إلى أمريكا والمشاركة فى مسابقة الابتكارات العالمية.

ولأن «دولم» فى هذه الإدارة بوزارة التعليم يتنافسون مع «دوكهم» فى الإدارة الأخرى، فقد وقع التضاد والالتباس وتداخل الاختصاصات، فإدارة المراكز الاستكشافية نظمت على مدى ثلاثة أشهر مسابقة «ابن الهيثم» بالتعاون مع الجمعية المصرية للعلوم والهندسة «إيسف مصر» لتعلن عن تصعيد 6 مشروعات للنوابغ للسفر للمسابقة بأمريكا، وفى نفس ذات «المومنت» نظمت إدارة التعليم الإلكترونى مسابقة «معرض مصر للعلم والهندسة» وأسفرت بدورها عن تصعيد 12 مشروعا للسفر لذات المسابقة، ليكون إجمالى المشروعات التى تم تصعيدها من قبل الإدارتين 18 مشروعا، فيما المطلوب من مصر فى المسابقة العالمية 12 مشروعا فقط.

وفوجئ النوابغ من أبنائنا أصحاب المشروعات التى صعدتها الإدارة العامة للمراكز الاستكشافية بـ«شلوت فى دماغهم» فقد قيل لهم بعد أن أعدوا عدتهم للسفر: ليس من حقكم السفر!! ليه يا إخوانا.. إيه السبب؟ كانت الإجابة والسبب غريباً و.. عجباً، وأعلنته الإدارة العامة للتعليم الإلكترونى والتى قالت إنها هى المسئولة رسميا عن التواصل مع منظمى المسابقة العالمية فى أمريكا منذ 13 عاما بموجب موافقة وزارية تجدد كل عام، وأن الإدارة الأخرى ومسابقتها التى أقامتها لتصعيد مشروعات الطلاب ليس لها صلاحيات اختيار المشروعات وتسفير أصحابها للمسابقة، وليس لها صفة عالمية والقائمين على الإدارة ليس لهم صلاحيات توقيع اتفاقيات دولية أو تفاهمات.

وهل تقبل نوابغنا صدمة هذا الخلل وعدم التنسيق وسياسة الجزر المنعزلة؟.. أعتقد لا، حتى لو أصابتهم غيبوبة مؤقتة من هذا «الشلوت» الكبير فى دماغهم وتحطيم أحلامهم فى المشاركة بمسابقة عالمية لها مكانتها، وسؤال بديهى يطرح نفسه: كيف سيتصرف وزير التعليم....؟ لا أعرف.

إنه مجرد نموذج مصغر، ولكن حى للفوضى فى وزاراتنا.. مصالحنا الحكومية.. مؤسساتنا، وفعلاً فيها حاجة... بل حاجات وحشة..

[email protected]