رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

أستأذن القارئ الكريم في قطع سلسلة المقالات التي بدأناها منذ أيام حول «سنوات التحول الديمقراطي» القادمة في مصر.. فالمشهد السوري اليوم أولى وأجدر بالتعليق.. لأن ما حدث بالأمس من «عدوان ثلاثي» أمريكي بريطاني فرنسي على الدولة الشقيقة وانتهاك سيادتها.. حتى ولو لم يؤد هذا العدوان إلى أضرار مادية أو بشرية خطيرة.. هو في حد ذاته عمل سياسي بالمقام الأول موجه أولاً لقوى دولية متواجدة على الأرض في منطقتنا المنكوبة.. وموجه ثانياً لشعوبناً ودولنا العربية.. وربما تكون مصر في طليعة المعنيين بهذه الرسائل.

•• بداية

نتوقف أمام عدة مشاهد متصلة بالحدث.. رأينا أنها جديرة بالملاحظة والتعليق.

أول هذه المشاهد يتعلق بحالة الارتباك والاستقطاب الحادين اللذين ضربا المتابعين للحدث.. بين من يشجبون ويستنكرون العدوان ويسبون مرتكبيه ويتخذونه دليلاً على سياساتهم العدوانية والاستعمارية.. وسلوك الكيل بمكيالين والازدواجية التي تحكم مواقفهم.. حين يبيحون لأنفسهم انتهاك الشرعية الدولية والقانونية.. بزعم ردعهم لنظام متهم بارتكاب انتهاكات لم يكلفوا أنفسهم حتى محاولة اثبات وقوعها.. وكأن هؤلاء الشاجبين يكتشفون هذا السلوك الدولي المشين لأول مرة(!!).. وبين من يلقون باللوم على النظام السوري ويحملونه مسئولية قتل وتشريد شعبه وتدمير بلده بتمسكه بالسلطة.. وأيضا من يدافعون عن هذا النظام باعتبار أنه يمثل إحدى جبهات الحرب ضد عصابات التطرف والإرهاب.. وهذا الانقسام والارتباك دليل واضح على المعادلة السورية المعقدة التي يعجز معظم المتابعين عن فهم أبعادها وتفاعلاتها.. من يحارب من؟ ومن مع من؟ ومن ضد من؟!

•• ونتوقف

أمام التشبيه المنتشر إعلامياً لهذا العدوان على سوريا بالعدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عام 1956.. وهو تشبيه نتحفظ عليه تماماً.. لأن هناك فروقاً كبيرة بين الحالتين فيما يتعلق بالأهداف والوسائل والنتائج.. فالعدوان على مصر كان حرباً حقيقية خلفت دماراً هائلاً.. أما ما سمعناه بالأمس من تصريحات رسمية كشفت أن ضرب سوريا تم وفقا لاتفاقات وإخطارات مسبقة وضد أهداف غير مؤثرة قيل إن بعضها تم اخلاؤه أو ضربه من قبل.. وكذلك الاتفاق على أنه لم يكن معنياً به التخلص من بشار الأسد نفسه.. فهذا يعني أن ما حدث لم يكن عدواناً أو عملاً عسكرياً بقدر ما كان «استعراض قوة» ونوعاً من «تقسيم الأدوار» بين دول الغرب.. الذي لن يرقى أبداً إلى مستوى تفجير «حرب عالمية ثالثة» وفقاً لما يردده بعض «المرجفين».. وهذا واضح جدا في رد فعل روسيا «الحليف الأول لبشار» الذي لم يتجاوز حد الشجب والاستنكار.. وأيضا في غياب إيران وتركيا المتواجدين عسكرياً على أرض سوريا لكننا لم نرصد لهما أي رد فعل!

•• نرصد أيضاً

تضارب وتعارض ردود الفعل العربية الرسمية.. ما بين دول أعلنت تأييدها المطلق للعدوان.. وهي دول تشارك فعلاً وبشكل مباشر في تعقيد المشهد السوري بتدخلها سياسياً وعسكرياً و«مادياً» لدعم الوجود الأجنبي هناك ولحمل النظام الحاكم على ترك السلطة.. وبين دول تتحفظ أو تدعو للتهدئة والحوار والحل السياسي واجراء تحقيق دولي.. وكذلك تدعو لحماية الشعب السوري.. ومنها مصر.. أو دول عربية أخرى التزمت الصمت.. وآثرت السلامة!

•• أما المشهد الأبرز

فهو أن يأتي انعقاد قمة الرياض العربية بعد ساعات من هذا العدوان على سوريا.. المغيبة عمداً عن الحضور.. وفي ظل التأييد المعلن للعدوان من جانب الدولة المضيفة للقمة نفسها.

ترى ما الذي يمكن أن يقوله اليوم هؤلاء القادة العرب المجتمعون في الرياض؟.. هل سيشجبون؟.. أم يؤيدون؟.. أم يصمتون كالعادة وتغيب مأساة الشعب السوري الشقيق من أجندة أعمالهم؟