رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دأب البعض على تلقين الأحزاب السياسية ـ خاصة حزب الوفد ـ دروسًا خصوصية فى أصول العمل الحزبى.. وطالعنا كتابًا كبارًا وصغارًا وإعلاميين بهتاف واحد وموحد يقول: إن على الأحزاب أن تصلح من نفسها، وأن تعيد تشكيل صفوفها، وأن تحسن انتقاء أعضائها ومرشحيها؛ لتصبح قادرة على العمل فى الشارع السياسى، ونالت الأحزاب السياسية هجوماً منظمًا وعنيفًا طوال السنوات العشر الأخيرة، وصل إلى حد اتهامها بالتسبب فى إفساد الحياة السياسية!!

وأنا أشكو أصحاب هذه الدروس، وأعتبرها من الاجتهادات المتفردة فى فقه التبرير الذى لا يميز بين الداخل والخارج فى عملية الإصلاح الحزبى.. ولا يقدرون أن داخل الأحزاب محكوم بخارجها، أى برغبة الحاكم فى إقرار نظام ديمقراطى يؤمن بتداول السلطة.

فإذا كان الخارج فاسدًا بقوانينه وأساليبه، فمن المستحيل أن يستقيم داخل الأحزاب مهما جرى عليه من أنواع الإصلاح والتجديد.

وأنا لا أدافع عن داخل الأحزاب.. ولا أقول إن بناءها الداخلى صحيح مائة فى المائة، وإن أعضاءها جميعًا قديسون وأنبياء، فهناك عجز فى الكوادر الحزبية، وهناك نقص فى التمويل وفى التنظيمات والوسائل والأساليب.. وهناك أخيرًا قصور فى الأداء الحزبى.. ولكن مسئولية مَنْ كل ذلك؟!

هل هى مسئولية الأحزاب وحدها.. أم المسئولية تقع أولاً على المناخ الذى تعيش الأحزاب وتتحرك فى ظلاله؟!

الواقع يقول إن طوال سنوات حكم مبارك «30 سنة» كانت الأحزاب السياسية محجمة ومكممة، وقدرتها على التحرك فى الشارع مقيدة، حتى أصابها الشلل.. علاوة على أن الأجهزة الأمنية كانت تتدخل فى شئونها، بل وفى قراراتها فى كثير من الأحيان.

كانت الأحزاب السياسية مفروضًا عليها أن تدور فى طاحونة الحكم، ومرغمة على ألا تخرج على قواعده وقوانينه.. فهو الذى يتيح للأحزاب أن تولد أو أن تموت، وهو الذى يسمح لها بالتحرك أو التجمد.. وهو الذى يقرر تحركها فى الشارع السياسى أو حصارها وإبعادها عن الاتصال بالجماهير.. وهو الذى يحدد لها مساحة الكلام فى وسائل الإعلام.

تعرضت الأحزاب السياسية طوال سنوات حكم مبارك بفعل فاعل إلى عمليات تجريف فى العقول والكوادر، مثلما حدث فى مصر كلها.. ومن ثم أصيبت الأحزاب بالضعف والهزال.. وعندما قامت ثورة 25 يناير لم تكن مؤهلة لقيادة الجماهير أو التأثير فى الشارع الثائر.

نحن الآن فى عهد جديد، بعد ثورتين عظيمتين، وقيادة سياسية جديدة.. ويجب ألا نسمع مثل هذه الاتهامات التى توجه إلى الأحزاب السياسية دون وعى أو إدراك أو فهم لأحداث الماضى الأليم.

وأرى أنه إذا لم تتغير قواعد اللعبة لكى تتمكن الأحزاب من أداء دورها، والمنافسة الشريفة من أجل الوصول إلى الحكم، فلن تقوم للأحزاب قائمة مهما أصلحت ما بداخلها، ومهما نشطت قواعدها فى المدن والقرى والنجوع، ومهما انضم إليها شخصيات سياسية كبيرة، ومهما أفرزت قيادات سياسية قادرة على تحمل المسئولية.

ارفعوا أيديكم عن الأحزاب السياسية.