رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

شم النسيم  العيد القومى فى مصر للمحبة  والتفتح والالفة و التطلع لايام قادمة بالتفاؤل والحماس ـ تلك المعانى صاغها المصريون منذ الاف السنين فى احتفالهم باليوم الذى تتساوى فيه  ساعات النهار و الليل و استبشارا ببدء موسم الحصاد  وسجل المصريون ما سجلوا من آثار هذا الاحتفال على جدران معابدهم ـ وتسجل البرديات هذا المصرى الجميل الذى يهدى زوجته زهرة من اللوتس فى صباح شم النسيم ـ ولا يخفى بالطبع المعنى الاحتفالى بالبيض الملون  فى رمزية البيض للبعث وبداية الحياة وتلك عبقرية حكمة وسلام المصريين

<>

فى سبتمبر 1919 عندما جاء عيد النيروز وجه قادة الوفد الموجودون فى مصر وقتها الدعوة لعقد احتفال كبير ـ فكان جمعاً محتشدا فى دلالة  لعناق أبناء الوطن  وتحدث مرقس حنا فقال  ( لنا أعياد قومية  وطنية أربعة  ـ عيد وفاء النيل  وعيد شم النسيم وعيد رأس السنة الهجرية وعيد النيروز )  ـ وعندما أتى مطلع العام الهجرى تكرر الاحتفال  وقد سار الوفد على هذا النهج فى احتفاله بالأعياد والمناسبات التى تجمع المصريين.

ندرت الملانة وقلت الألوان اللازمة للرسم على البيض  ولكن مظاهر الاحتفال لم تختف قط فلم تزل الأسر المصرية  حريصة على الخروج للحدائق والمتنزهات  ومازالت طوابير الفسيخ تصطف أمام باعة الفسيخ  ويتم سحب كل كميات البصل الاخضر المتاحة بالسوق  ـ المظاهر الاحتفالية بالتزاور وعزومات  الفسيخ والرنجة والملوحة والسردين  هى السمة البارزة التى  تعبر عن  المحبة  ومعنى الحياة والتفاؤل والاقبال على البهجة وصناعتها.

<>

كل تلك العلامات  الواضحة الدلالة  هى الرد العملى على دعاة وأد التراث الوطنى الجامع لكل المصريين و بالطبع فان مجىء شم النسيم فى اليوم التالى لعيد القيامة المجيد مناسبة لجمع كل أبناء الوطن على معانى ابهجة المشتركة والمحبة المتبادلة فيفعلها المصريون دون اصطناع أو تكلف  وهذا هو المخزون الحضارى لدينا نحن المصريون  ـ وهنا يقفز التساؤل الهام ماذا تصنع الجهات المسئولة  دفاعا عن قيم التسامح والمواطنة وقبول الآخر.

<>

تبقى كوارث التعليم والاعلام وحيوية المجتمع المدنى  هى أهم مصادر  بعث قيم المواطنة والدفاع عنها وبالطبع  منظومة التعليم  بحاجة الى أن تعاد صياغتها من جديد  وهذا يحتاج لمؤتمر وطنى واسع وحوار مجتمعى ممتد لنخرج بنتائج حاسمة أما الاعلام ودور المجتمع المدنى فهو خاضع بشكل كبير  لطبيعة توجهات ومفردات القيم الأساسية التى ينحاز لها النظام  ونبقى بالطبع قضية الحريات العامة وارتفاع سقف المشاركة وأن تكفل القوانين السائدة  الحماية والدفع للمشاركة و شكل الممارسات العامة السائدة  مما يعكس مناخا ايجابيا نحو تفعيل المشاركة والتعددية وفتح النوافذ لشمس المحبة والحوار والتضامن المجتمعى نحو احترام وقبول الآخر  وسيادة التسامح تلك أدوار يلعبها ويشيعها الاعلام ومؤسسات المجتمع المدنى  (أحزاب – نقابات – جمعيات أهلية)  فنضمن سلامة المجتمع  وحيويته ونستطيع أن  نطلع لبناء  مستقبل بأجيال تملك ارادتها وتستطلع بعقلها  وتنظر لامام مشترك مع العالم المفتوح المجاور لنا. فهل نفعل!